التُحْفَةٌ السَنيَة
بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ
تأليف
محمد محي الدين عبدالحميد
التُحْفَةٌ السَنيَة بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ
بِسْمِ الله الَّرحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وكَفَي، وسلامه علي عباده الذين اصْطَفَي
هذا شَرْح واضح العبارة، ظاهر الإشارَة ، يَانِعُ الثَّمَرَة، دَانِي القِطَاف، كثير الأسئلة والتمرينات، قصدت به الزُّلْفَي إلي الله تعالي بتيسير فهم (المقَدِّمَة الآجُرُّومِيَّةِ)علي صغار الطلبة ؛ لأنها الباب إلي تَفَهُّم العربية التي هي لُغَةُ سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه و علي آله وصَحْبه وسلم ولُغَةُ الكتاب العزيز.
وأرجو أن أستحق به رضا الله عز وجل ؛ فهو خير ما أَسْعَي إليه
رَبَّنَا عليك توكلنا وإليك ، وإليك أَنَبْنَا ، وإليك المصير ، رَبَّنَا اغفر لي وَلوَالِدَيَّ وللمؤمنين والمؤمنات يومَ يَقُومُ الحساب
تعريف النحو ، موضوعه، ثمرته ، نسبته ، واضعه ، حكم الشارع فيه
التعريف : كلمة" نحو " تطلق في اللغة العربية علي عدَّة معان :منها الْجِهَةُ ، تقول ذَهَبْتُ نَحْوَ فلاَنٍ ، أي :جِهَتَهُ . ومنها الشّبْهُ والمِثْلُ ، تقول :مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيّ ، أي شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ .
وتطلق كلمة " نحو " في اصطلاح العلماء علي " العلم بالقواعد التي يُعْرَف بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلمات العربية في حال تركيبها : من الإعراب ، والبناء وما يتبع ذلك " .
الموضوع : وموضوعُ علمِ النحوِ : الكلمات العربيةُ ، من جهة البحث عن أحوالها المذكورة.
الثمرة : وثمرة تَعَلُّم علم النحو : صِيَانَةُ اللسان عن الخطأ في الكلام العَرَبِّي ، وَفَهْمُ القرّآنِ الكريم و الحديثِ النبويّ فَهْماً صحيحاً ، اللذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلامية وعليهما مَدَارُها .
نسبته : هو من العلوم العربية .
واضعه : والمشهور أن أوَّل واضع لعلم النحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِىُّ ، بأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه .
حكم الشارع فيه : وتعلمُه فَرْضٌ من فروض الكفاية ، وربما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ علي واحد فَصَار فَرْضَ عَيْنِ عليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المصَنِّف : وهو أبو عبد الله بن محمد بن داود الصّنْهَاجِيُّ المعروف بابن آجُرُّوم ، والمولود في سنة672 اثنين وسبعين و ستمائة ، والمتوفى في سنة723 ثلاث وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية ـ رحمه الله تعالي .
وأقول : لِلَفْظِ " الكلام " معنيَان : أحدهما لغوي ، والثاني نحويّ
أما الكلام الغوي فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظاً ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة [1]
وأما الكلامُ النحويُّ ، فلابُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور : الأول أن يكون لفظاً ، والثاني أن يكون مركَّباً ، والثالث أن يكون مفيداً ، والرابع أن يكون موضوعاً بالوضع العربي .
ومعني كونه لفظاً : أن يكون صَوْتاً مشتملاً علي بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء ومثاله " أحمد " و " يكتب " و " سعيد " ؛ فإن كل واحدةٍ من هذه الكلمات الثلاث عند النطق بها تكون صَوْتاَ مشتملاً عَلَي أربعة أحْرُفٍ هجائية : فالإشارة مثلاً لا تسمَّي كلاماً عند النحويين ؛ لعدم كونها صوتاً مشتملاً علي بعض الحروف ، وإن كانت تسمي عند اللغويين كلاماً ؛ لحصول الفائدة بها .
ومعني كونه مركباً : أن يكون مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ ، نحو : " مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ " و" الْعِلْمُ نَافِعٌ " و " يَبْلُغُ الْمُجْتَهِدُ الْمَجْدَ " و " لِكلَّ مُجْتَهِدً نَصِيبٌ " و "الْعِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَي إِلَيْهْ " فكل عبارة من هذه العبارات تسمي كلاماً ، وكل عبارة منها مؤلفةٌ من كلمتين أو أكْثَرَ ، فالكلمة الواحدة لا تسمَّي كلاماً عند النحاة إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرها : سواءٌ أَكان انضمام غيرها إليها حقيقةً كالأمثلة السابقة ، أم تقديراً ، كما إذا قال لك قائل : مَنْ أَخُوكَ؟ فتقول : مُحَمَّدٌ ، فهذه الكلمة تُعتَبَرُ كلاماً ، لأن التَّقدِير : مُحَمَّدٌ أَخِي : فهي في التقدير عبارة مؤلَّفة من ثلاث كلمات .
ومعني كونه مفيداً : أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه ، بحيث لا يبقي السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر ، فلو قلت " إِذَا حَضَرَ الأُستَاذ " لا يسمي ذلك كلاماً ، ولو أَنَّه لفظ مركب من ثلاث كلمات ؛ لأن المخاطب ينتظر ما تقوله بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ علي حضور الأستاذ . فإذا قلت : " إذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ أَنْصَتَ التَّلاَمِيذُ " صار كلاماً لحصول الفائدة .
ومعني كونه موضوعاً بالوضع العربيِّ : أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة علي معني من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنًي ، وهو حصول الحضور في الزمان الماضي ، وكلمة " محمد " قد وضعها العربُ لمعنًي ، وهو ذات الشخص المسمي بهذا الاسم ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " تكون قد استعملت كلمتين كُل منهما مما وَضعه العرب ، بخلاف ما إذا تكلمْتَ بكلام مما وضعه العَجَمُ : كالفرس ، والترك ، والبربر ، والفرنج ، فإنه لا يسمي في عُرف علماءِ العربية كلاماً ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلاماً أمثلة للكلام المستوفي الشروط :
الْجَوُّ صَحْوٌ . الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ . الْهِلاَلُ سَاطِعٌ . السَّمَاءِ صَافِيَةٌ . يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلاً . يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ . لاَ يُفْلِحُ الكَسُولُ . لاَ إِلهَ إلاَّ الله . مُحَمَّدُ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ . الله رَبُّنَا . محمد نَبِيُّنَا .
أمثلة للفظ المفرد :
محمد . علي . إبراهيم . قامَ . مِنْ .
أمثلة للمركب الغير مفيد :
مدينة الأسكندرية . عَبْدُ الله . حَضْرَمَوْتُ . لو أَ نْصَفَ الناس . إذا جاءَ الشتاءُ . مَهْمَا أَخْفَي المُرَائِي . أن طَلَعَتِ الشَّمسُ .
أسئلة علي ما تقدم
ما هو الكلام ؟ ما معني كونه لفظاً ؟ ما معني كونه مفيداً ؟ ما معني كونه مُركَّباً ؟ ما معني كونه موضوعاً بالوضع العربي ؟ مَثِّلْ بخمسة أمثلِة لما يسمي عند النحاة كلاماً .
قال : وأَقْسَامُهُ ثَلاَثَةٌ : اسْمٌ ، وَفِعْلٌ ، وَحَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنًي .
وَأَقول : الألفاظُ التي كان الْعَرَبُ يَسْتَعْمِلُونَهَا في كلامِهِمْ ونُقِلَتْ إلينا عنهم ، فنحن نتكلم بها في مُحاوراتنا ودروسنا ، ونقرؤها في كُتُبِنا ، ونكتب بها إلي أهلينا وأصدقائنا ، لا يخلو واحد منها عن أن يكون واحدًا من ثلاثة أشياء : الاسم ، والفعل ، والحرف .
أما الاسمُ في اللغة فهو : ما دلَّ علي مُسَمَّي ، وفي اصطلاح النحويين : كلمةٌ دَلَّتْ عَلَي معنًي في نفسها ، ولم تقترن بزمان ، نحو : محمدٍ ، عليّ ، ورَجُل ، وَجَمل ،و نَهْر ، و تُفَّاحَة ، و لَيْمُونَةٌ ، وَعَصًا ، فكل واحد من هذه الألفاظ يدل علي معني ، وليس الزمان داخلاً في معناه ، فيكون اسماً .
وأما ، الفعل فهو في اللغة : الْحَدَثُ ، وفي اصطلاح النحويين : كلمة دلَّتْ علي معني في نفسها ، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ـ التي هي الماضي ، والحال ، والمستقبل ـ نحو " كَتَبَ " فإنه كلمةٌ دالةٌ علي معني وهو الكتابة ، وهذا المعني مقترن بالزمان الماضي ، و نحو " يَكْتُبُ " فإنه دال علي معني ـ وهو الكتابة أيضاً ـ وهذا المعني مقترن بالزمان الحاضر ، و نحو " اكْتُبْ " فإنه كلمة دالة علي معني ـ وهو الكتابة أيضاً ـ وهذا المعني مقترن بالزمان المستقبل الذي بعد زمان التكلم .
ومثل هذه الألفاظ نَصَرَ وَ يَنْصُرُ وَانْصُرْ ،وَ فَهِمَ وَيَفْهَمُ وَ افْهَمْ ، وَعَلِمَ وَيَعْلَمُ وَاعْلَمْ ،وَ جَلَسَ وَ َيْجِلسُ وَاجْلِسْ ،وَ ضَرَبَ وََيَضِْربُ وَاضْرِبْ .
والفعل علي ثلاثة أنواع : ماضٍ و مُضَارِعٌ وأَمْرٌ :
فالماضي ما دَلّ علي حَدَثٍ وَقَعَ في الزَّمَانِ الذي قبل زمان التكلُّم ، نحو كَتَبَ ، وَ فَهِمَ ، وَ خَرَجَ ، وَسَمِعَ ، وَأَبْصَرَ ، وَتَكَلَّمَ ، وَاسْتَغْفَرَ ، وَاشْتَرَكَ .
والمضارع : مَا دَلَّ عَلَي حدثٍ يقع في زمان التكلُّم أو بعده ، نحو يَكْتُبُ ، وَ يَفْهَمُ ، وَ يَخْرُجُ ،وَ يَسْمَعُ ، وَيَنْصُرُ ، وَيَتَكلمُ ، وَيَسٍتَغْفِرُ ، وَيَشْتَرِكُ .
وَالأمرُ : ما دَلَّ علي حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصوله بعد زمان التكلُّم ، نحو اكْتُبْ ، وَافْهَمْ ، واخْرُجْ ، واسْمَعْ ، وَانْصُرْ ، وَتَكَلَّمْ ، وَاسْتَغْفِرْ ، وَاشْتَرِكْ .
وأما الحرف : فهو في اللغة الطرَفُ ، وفي اصطلاح النُّحَاة : كلمة دَلَّتْ علي مَعْنًي في غيرها ، نحو " مِنْ " ، فإنَّ هذا اللفظ كلمة دلَّتْ علي معني ـ وهو الابتداءُ ـ وهذا المعني لا يتمُّ حتَّى تَضمَّ إلي هذه الكلمة غيرَهَا ، فتقول : " ذَهَبْتُ مِنَ الْبَيْت " مثلا ً.
أمثلة للاسم : كتابٌ ، قَلَمٌ ، دَوَاةٌ ، كرَّاسَةٌ ، جَرِيدَةٌ ، خليل ، صالح، عمران ، وَرَقَةٌ ، سَبُعٌ ، حمَارٌ ، ذِئْبٌ ، فَهْدٌ ، نَمِرٌ ، لَيْمُونَة ، بُرْتقَالَةٌ ، كُمَّثْرَاةٌ ، نَرْجِسَةٌ ، وَرْدَةٌ ، هَؤلاءِ ، أنتم .
أمثلة للفعل : سافَرَ يُسَافِرُ سَافِرْ ، قالَ يَقُولُ قُلْ ، أَمِنَ يَأْمَنُ إِيمَنْ ، رَضِيَ يَرْضَي ارْضَ ، صَدَقَ يَصْدُقُ اصْدُقْ ، اجْتَهَدَ يَجْتَهِدُ اجْتَهِدْ ، اسْتَغْفَرَ يَسْتَغْفِرُ اسْتَغْفِرْ .
أمثلة للحرف : مِنْ ، إلي ، عَنْ ، عَلَي ، إلا ، لكِنْ ، إنَّ ، أَنْ ، بَلي ، بَلْ ، قَدْ ، سَوْفَ ، حَتَّى ، لَمْ ، لا ، لَنْ ، لَوْ ، لَمَّا ، لعَلَّ ، مَا ، لاَتَ ، لَيْت ، إنْ ، ثُمَّ ، أَوْ .
أسئلة
ما الاسم ؟ مَثِّل للاسْم بعشَرة أمثلة . ما الفعل ؟ إلي كم ينقسم الفعل ؟ ما المضارع ؟ ما هو الأمر ؟ ما الماضي ؟ مَثِّل للفعل بعشرة أمثلة . ما هو الحرف مَثِّل للحرف بعشرة أمثلة .
قال : فالاسم يُعْرَفُ : بالْخَفْض ، وَالتَّنْوِينِ ، وَدخولِ الألِفِ وَالَّلامِ ، وَحُرُوف الْخَفْضِ ، وَهيَ : مِنْ ، وَإلي ، وَعَنْ ، وَعَلَي ، وَفي ، وَرُبَّ ، والْبَاءُ ، والْكافُ ، وَالَّلامُ ، وحُرُوفُ القَسَمِ ، وهِيَ : الْوَاوُ ، والْبَاءُ ، والتَّاءُ .
وأقول : للاسم علامات يتميَّز عن أخَوَيْه الفِعْلِ والْحَرْفِ بوجود واحدةٍ منها أو قَبُولِها ، وقد ذكر المؤلف ـ رحمه الله ! ـ من هذه العلامات أرْبَعَ علاماتٍ ، وهي الْخَفْضُ ، والتَّنْوِينُ ودخولُ الأَّلف والَّلام ، ودُخول حرفٍ من حروف الخفض .
أما الخفض فهو في اللغة : ضد الارتفاع ، وفي اصطلاح النحاة عبارة عن الكسرة التي يُحْدِثُهَا الْعامل أوْ ما ناب عنها ، وذلك مثل كسرة الراءِ من " بكرٍ " و "عمرو " في نحو قولك : " مَرَرْتُ بِبَكْرٍ " وقولك " هذا كِتابُ عَمْرِو " فبكْرٍ وعمرٍو: اسمان لوجود الكسرة في أواخر كل واحِدٍ منهما .
وأما التنوين ، فهو في اللغة التَّصْويت ، تقول " نَوَّنَ الطَّائِرُ " أي : صَوَّتَ ، وفي اصطلاح النُّحَاة هو : نُونٌ ساكنةٌ تّتْبَعُ آخِرَ الاسم لفظاً وتفارقهُ خَطا للاستغناء عنها بتكرار الشَّكلة عند الضبْطِ بالقلم ، نحو : محمدٍ ، وكتابٍ ، وإيهٍ ، وصَهٍ ، ومُسْلِمَاتٍ ، وفَاطِمَاتٍ ،و حِينَئِذٍ ،وَ سَاعَتَئِذٍ ، فهذه الكلمات كلها أسماء ٌ، بدليل وجود التنوين في آخرِ كلِّ كلمة منها .
العلامة الثالثة من علامات الاسم : دخول " أَلْ " في أول الكلمة ، نحو " الرجل ، والغلام ، والفرس ،و الكتاب ، والبيت ، والمدرسة " فهذه الكلمات ، كلها أسماء لدخول الألف واللام في أوَّلها .
العلامة الرابعة : دخول حرفٍ من حروف الخفض ، نحو " ذهبتُ من البيت إلي المدرسَةِ " فكل من " البيت " و " المدرسة " اسم ، لدخول حرف الخفض عليهما ، ولوجود " أَلْ " في أَوَّلهما .
وحروف الخفض هي : "من " ولها معانٍ : منها الابتداءُ ، نحو" سَافْرتُ مِنَ الْقَاهِرَةِ " و "إلي " من معانيها الانتهاء ، نحو " سَافَرْتُ إلي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ " و " عَنْ " ومن معانيها المجاوزةُ ، نحو " رَمَيْتُ السَّهْمَ عَنِ الْقَوْسِ" و" علي"و من معانيها الاستعلاءُ ، نحو " صَعِدْتُ عَلَي الْجَبَلْ " و " فِي " ومن معانيها الظرفية نحو " الْمَاءُ في الْكُوز " و " رُب َّ" ومن معانيها التقليل، ونحْو " رُبَّ رَجُلٍ كرِيمٍ قَابَلَنِي " و الْبَاءُ ومن معانيها التعدية ، ونحو " مَرَرْتُ بالْوَادِي " و " الكافُ " و من معانيها التشبيه ، نحو " لَيْلي كالْبَدْرِ" و " اللام " ومن معانيها الْمِلْكِ نحْو" المالُ لمحمد " [2]، والاختصاصُ ، نحو " البابُ للدَّار ، والْحَصيرُ لِلْمَسْجِدِ " والاستحقاقُ نحو " الْحَمْدُ لله "
ومن حروف الخفض : حُرُوف الْقَسَمِ ، وهي ثلاثة أحرف .
الأول : الواو ، وهي لا تَدْخُلُ إلا عَلَي الاسم الظاهِرِ ، ونحو " والله " ونحو < وَالْطُّورِ وَكتابٍ مَسْطُور> ونحو < وَالتِّينِ وَالزيْتُونِ وَطُورِ سِينين >
والثاني : الباءُ ، ولا تختص بلفظ دون لفظ ، بل تدخل علي الاسم الظاهر ، نحو " بالله لأَجْتَهِدَنَّ " وعلي الضمير ، نحو " بكَ لأضْرِبَنَّ الكَسُولَ" .
والثالث : التاء ُ، ولا تدخل إلا علي لفظ الجلالة نحو <و تالله لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ >
أسئلة
ما علامات الاسم ؟ ما معني الخفض لغة واصطلاحاً ؟ التنوين لغةً واصطلاحاً ؟ علي أي شيءٍ تدلُّ الحروف الآتية : من ، اللام ، الكاف ، ربَّ ، عن ، فِي ؟
ما الذي تختص واو القسم بالدخول عليه من أنواع الأسماء ؟ ما الذي تختصُّ تاءُ القسم بالدخول عليه ؟ مَثِّل لباءِ القسم بمثالين مختلفين .
تمارين
ميِّز الأسماءَ التي في الجمل الآتية مع ذكر العلامة التي عرفتَ به اسميتها : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين ... إن الصَّلاَةَ تَنْهَي عَنِ الْفَحْشَاء ِوالْمُنْكَر... وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرْ... وَإلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ ... الرَّحْمنُ فَاسْألْ بِهِ خَبِيرًا...قل إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ العالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمرتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ المسْلِمينَ .
قال : والفِعْلَ يُعْرَفُ بِقَدْ ، وَالسينِ و" سَوْفَ " وَتَاءِ التأْنيثِ السَّاكِنة .
وأقول : يَتَميز الفعْلُ عن أَخَوَيْهِ الاسمِ وَالْحرفِ بأَرْبعِ علاماتٍ ، متي وَجَدْت فيه واحدةً منها ، أو رأيتَ أنه يقبلها عَرَفْتَ أَنَّه فعلٌ :
الأولي : قد والثانية " السين " والثالثة : " سوف " والرابعة تاءُ التأْنيث الساكنة .
أما " قد " : فتدخل علي نوعين من الفعل ، وهما : الماضي ، والمضارع .
فإذا دخلت علي الفعل الماضي دلَّتْ علي أحد مَعْنَيَيْن ـ وهما التحقيق و التقريب ـ فمثالُ دلالتها علي التحقيق قولُه تعالي: < قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ > وقولُه جل شأْنه: < لَقَدٍ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ > وقولنا : " قَدْ حَضََر مُحَمَّدٌ" وقولنا : " قد سافَرَ خَالِدٌ " و مثالُ دلالتها علي التقريب قولُ مُقيم الصلاة : " قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ " و قولك : " قَدْ غَرَبَت الشَّمْسِ"[3] .
إذا دخلتْ علي الفعل المضارع دلَّتْ علي أحدِ مَعْنَيَيْن أيضاً ـ وهما التقليل ، والتكثير ـ فأما دلالتها علي التقليل، فنحو ذلك : " قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ " و قولك : " قَدْ يَجُودُ الْبَخِيلُ " و قولك : " قَدْ يَنْجَحُ الْبَلِيدُ " . وأما دلالتها علي التكثير ؛ فنحو قولك : " قَدْ يَنَالُ الْمُجْتَهِدُ بُغْيَتَه " وقولك : " قَدْ يَفْعَلُ التَّقِىُّ الْخيْرَ " وقول الشاعر :
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
وأما السين وسوف : فيدخلان علي الفعل المضارع وَحْدَهُ ، وهما يدلان علي التنفيس ، ومعناه الاستقبال ، إلاّ أنّ " السين " أقَلُّ استقبالاً من " سوف" . فأما السين فنحو قوله تعالي : < سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النِّاسِ > ، < سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ > وأما " سوف " فنحو قوله تعالي : < وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي > ، < سَوْفَ نُصْلِيهمْ نارًا > ، < سَوْفَ يَؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ >.
وأما تاءُ التأْنيث الساكنة : فتدخل علي الفعل الماضي دون غيره ؛ والغرض منها الدلالة علي أنَّ الاسْمَ الذي أُسند هذا الفعلُ إليه مؤنَّثٌّ ؛ سواءٌ أَكان فاعلاً ، نحو " قَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤمِنِينَ " أم كان نائبَ فاعل ، نحو " فُرِشَتْ دَارْنَا بِالْبُسُطِ " .
والمراد أنها ساكنة في أصل وَضْعها ؛ فلا يضر تحريكها لعارض التخلص من التقاء الساكنين في نحو قوله تعالي : < وقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ > ،< إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ > ، < قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ > .
ومما تقدم يتبين لك أن علامات الفعل التي ذكرها المؤلف علي ثلاثة أقسام : قسم يختص بالدخول علي الماضي ، وهو تاءُ التأنيث الساكنة ، و قسم يختص بالدخول علي المضارع ، وهو السين وسوف ، وقسم يشترك بينهما، وهو قَدْ .
و قد تركَ علامة الفعل الأمر ، وهي دلالته علي الطلبِ مع قبول ياءَ المخاطبة أو نون التوكيد ، نحو " قُمْ " و "اقْعُدْ" و " اكْتُبْ " و " انْظُرْ" فإن هذه الكلمات الأرْبَعَ دَالةٌ علي طلب حصول القيام والقعود والكتابة والنظر ، مع قبولها ياء المخاطبة في نحو : " قُومِي ، واقْعُدِي " أو مع قبولها نون التوكيد في نحو " اكُتُبَنَّ ، وانْظُرَنَّ إلي مَا يَنْفَعُكَ "
أسئلة
ما هي علامات الفعل ؟ إلي كم قسم تنقسم علامات الفعل ؟ ما هي العلامات التي تختص بالفعل الماضي ؟ كم علامة تختص بالفعل المضارع ؟ ما هي العلامة التي تشترك بين الماضي والمضارع ؟
ما هي المعاني التي تدلُّ عليها " قد" ؟ علي أي شيءٍ تدل تاءُ التأنيث الساكنة ؟ما هو المعني الذي تدلُّ عليه السين و سوف ؟ وما الفَرْقُ بينهما ؟ هل تعرف علامة تميز فعل الأمر ؟ مَثِّل لمثالين " لقد " الدالَّة علي التحقيق ، مثَّل بمثالين تكون فيهما " قد " دالة علي التقريب ؟ ، مَثَّلْ بمثالين تكون " قد " في أحدهما دالة علي التقريب و فِي الآخر دالة علي التحقيق ، مثِّل بمثالين تكون "قد " في أحدهما دالة علي التقليل و تكون في الآخر دالة علي التكثير ، مثِّل بمثالٍ واحدٍ تحتمل فيه " قد " أن تكون دالة علي التقليل و التكثير ، مثِّل " لقد " بمثالٍ واحدٍ تحتمل فيه أن تكون دالة علي التقريب أو التحقيق ، وبيّن في هذا المثال متي تكون دالة علي التحقيق و متي تكون دالة علي التقريب ؟
تمرين
ميّز الأسماء و الأفعال التي في العبارات الآتية ، وميّز كل نوع من أنواع الأفعال ، مع ذكر العلامة التي استدللت بها عَلَي اسمية الكلمة أو فعليتها ، و هي : < إنْ تُبْدُو خَيْرَا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُو عَنْ سُوءٍ ، فإنَّ الله كَانَ عَفُوَّا قَديرًا > ، < إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِر الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطوَّفَ بهمَا ، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فإنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ > .
قال صلى الله عليه وسلم : "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائم ،وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي ، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُه ، وَمَنْ وَجَدَ فيهَا مَلْجَئًا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ "
الحرف
قال : و الْحَرْفُ مَالاَ يَِِصْلُحُ مَعَهُ دَلِيلُ الاِسْمِ وَلاَ دَلِيلُ الْفِعْل .
و أقول : يتميّز الحرف عن أَخَوَيْهِ الاسمِ والفعلٍ بأنه لا يصح دخول علامة من علامات الأسماءِ المتقدمة ولا غيرها عليه ، كما لا يصح دخولُ علامة من علامات الأفعال التي سبق بيانُها ولا غيرها عليه ، و مثلُه " مِنْ " و " هَلْ" و" ِلمْ " هذه الكلمات الثلاثة حروفٌ ، لأنها لا تقبل "أَلْ" و لا التنوين ، ولا يجوز دخول حروف الخفض عليها ، فلا يصح أن تقول : المِنْ ، لا أن تقول: منٌ ، ولا أن تقول : إلي مِنْ ، وكذلك بقية الحروف ، وأيضاً لا يصح أن تدخل عليها السينُ ، ولا " سوف " ولا تاءُ التأْنيثِ الساكِنةُ ، ولا "قَدْ" ولا غيرها مما هو علاماتٌ علي أن الكلمة فِعلٌ .
تمرين
1_ ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في كلام مفيد يحسن السكوت عليه :
النَّحْلَةُ . الفيلُ . ينامُ . فَهِمَ . الحديقةُ . الأرضُ . الماءُ . يأكلُ . الثمرةُ . الفاكِهة . يَحْصُدُ . يُذاكِرُ .
2_ضع في المكان الخالي من كل مثال من الأمثلة الآتية كلمةً يتم بها المعني ، بيِّن بعد ذلك عدد أجزاء كل مثال ، ونَوْعَ كل جزءٍ .
(ا)يَحْفَظُ... الدَّرْسَ (ب)... الأرْضَ
(ج) يَسْبَحُ ... في النَّهْر (ح) الْوَلَدُ ... الْمؤَدَّبُ
ِ(د) تَسِير ... في الْبِحَارِِ (ز) الْوََََََالِدُ... عَلَي ابْنِهِ
(ه)يَرْتَفِعُ ... في الْجَوِّ (ي) ... عَلِيٌّ الَّزهْرَ .
(و) يَكْثُرُ ... بِبلادِ مِْصَر (ط) ... السَّمَك في الماءِ
(ا)يَحْفَظُ... الدَّرْسَ (ب)... الأرْضَ
(ج) يَسْبَحُ ... في النَّهْر (ح) الْوَلَدُ ... الْمؤَدَّبُ
ِ(د) تَسِير ... في الْبِحَارِِ (ز) الْوََََََالِدُ... عَلَي ابْنِهِ
(ه)يَرْتَفِعُ ... في الْجَوِّ (ي) ... عَلِيٌّ الَّزهْرَ .
(و) يَكْثُرُ ... بِبلادِ مِْصَر (ط) ... السَّمَك في الماءِ
3_ بين الأفعال الماضية ، والأفعال المضارعة ، وأفعال الأمر ، والأسماء والحروف ، من العبارات الآتية :
مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِه ... يَحْرِصُ الْعَاقِلُ عَلَي رِضَا رَبِّهِ ..
احْرُث لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا ... يَسْعَى الْفَتَي لأِمُورٍ لَيْسَ يُدْركُها ، لَنْ تُدْرِكَ الْمَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّبْرَ ... إنْ تَصْدُقْ تَسُدْ ... قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا .
[1] إذا قال لك قائل " هل أحضرت لي الكتاب الذي طلبته منك ؟ " فأشرت إليه برأسك من فوق إلي أسفل ، فهو يفهم أنك تقول له : " نعم "
[2] ضابط لام الملك : أن تقع بين ذاتين و تدخل علي من يتصور منه الملك ، وضابط لام الاختصاص : أن تقع بين ذاتين و تدخل علي مالا يتصور منه الملك كالمسجد والدار ، ولام الاستحقاق : هي التي تقع بين اسم ذات كلفظ الجلالة و اسم معني الحمد .
[2] ضابط لام الملك : أن تقع بين ذاتين و تدخل علي من يتصور منه الملك ، وضابط لام الاختصاص : أن تقع بين ذاتين و تدخل علي مالا يتصور منه الملك كالمسجد والدار ، ولام الاستحقاق : هي التي تقع بين اسم ذات كلفظ الجلالة و اسم معني الحمد .
[3] إذا كنت قد قلت ذلك قبل الغروب ،أما إذا قلت ذلك بعد دخول الليل فهو من النوع السابق الذي تدل علي التحقيق .
قال : ( باب الإعراب ) الإعْرَابُ هُوَ : تَغْييرُ أَوَاخِرِ الْكلِمِ لاِخْتِلاَف ِ الْعَوَامِلِ الْداخِلَة عَلَيهَا لَفْظاً أَوْ تَقْدِيراً .
و أقول الإِعراب له مَعْنَيَانِ : أحدهما لُغويٌّ ، و الآخر اصطلاحيٌّ
أما معناه في اللغة فهو : الإِظهار و الإِبانة ، تقول : أَعْرَبْتُ عَمَّا فِي نَفْسِي ، إذا أَبَنْتَهُ وأَظْهَرْتَهُ .
و أما معناه في الاصطلاح فهو ما ذكره المؤلف بقوله : " تَغْيِيرُ أوَاخِرِ الكَلِم_ إلخ "
والمقصود من " تَغْيِير أَوَاخِرِ الْكَلِم " تَغْيِير ُأَحْوَالِ أَوَاخِر الكلم ، ولا يُعْقَل أن يُرَادَ تغييرُ نفس الأوَاَخِرِ، فإنَّ آخِر الكلمة نَفْسَهُ لا يتغير ، وتغيير أحوال أواخِر الكلمة عبارة عن تحوٌّلها من الرفع إلي النصب أو الجر : حقيقة ، أو حُكماً ، ويكون هذا التَّحَوُّل بسبب تغيير العوامل : من عامل يقتضي الرفع علي الفاعلية أو نحوها ، إلي أخرَ يقتضي النصبَ علي المفعولية أو نحوها ، وهلم جرا .
مثلاً إذا قلت: " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " فمحمد : مرفوع ؛ لأنه معمول لعامل يقتضي الرفع علي الفاعلية ، وهذا ا لعامل هو " حضر " ، فإن قلت : " رأيت محمداً " تغير حال آخر " محمد " إلي النصب ؛ لتغير العامل بعامل آخر يقتضي النصبَ وهو " رأيت " ، فإذا قلت " حظيتُ بمحمدٍ " تغير حالُ آخره إلي الجر ؛ لتغير العامل بعامل آخر يقتضي الجر وهو الباء .
وإذا تأَمَّلْتَ في هذه الأمثلة ظهر لك أن آخِرَ الكلمة ـ وهو الدال من محمد ـلم يتغير ، وأن الذي تغير هو أحوالُ آخرها : فإنك تراه مرفوعاً في المثال الأوَّل ، ومنصوباً في المثال الثاني ، ومجروراً في المثال الثالث . وهذا التغير من حالة الرفع إلي حالة النصب إلي حالة الجرِّ هو الإعراب عند المؤلف ومن ذهب مذهبه ، وهذه الحركات الثلاث ـ التي هي الرفع ، والنصب ، الجر ـ هي علامة وأَمَارَةُ علي الإعراب .
ومثلُ الاسم في ذلك الفعلُ المضارعُ ، فلو قلت : " يُسَافِرُ إبراهيمُ " فيسافر: فعل مضارع مرفوع ؛ لتجرده من عامل يقتضي نصبه أو عامل يقتضي جزمه ، فإذا قلت : " لَنْ يُسَافِرَ إبراهيمُ " تغير حال " يسافر " من الرفع إلي النصب ، لتغير العامل بعامل آخر يقتضي نصبه ، وهو " لَنْ " ، فإذا قلت : " لَمْ يُسَافِرْ إبراهيمُ " تَغَيَّرَ حالُ " يسافر " من الرفع أو النصب إلي الجزم ، لتغير العامل بعامل آخر يقتضي جزمه ، وهو "لم" .
واعلم أن هذا التغير ينقسِمُ إلي قسمين : لَفْظِيُّ ، وتقديري .
فأما اللفظي فهو : مالا يمنع من النطق به مانع كما رأيت في حركات الدال من " محمد " وحركات الراء من " يسافر " .
وأما التقديري : فهو ما يمنع من التلفظ به مانع من تَعَذُّر ، أو استِثقال ، أو مناسَبَة ؛ تقول : " يَدْعُو الفتَي والْقَاضِي وغلاَمِي " فيدعو : مرفوع لتجرده من الناصب والجازم ، والفتي : مرفوع لكونه فاعلاً ، والقاضي وغلامي : مرفوعان لأنهما معطوفان علي الفاعل المرفوع ، ولكن الضمة لا تظهر في أواخر هذه الكلمات ، لتعذرها في " الفتي " وثقلها في " يَدْعُو" وفي "الْقَاضِي " ولأجل مناسبة ياء المتكلم في " غُلاَمِي " ؛ فتكون الضمة مقدّرة علي آخر الكلمة منع من ظهورها التعذر ، أو الثقل ، أو اشتغال المحل بحركة المناسبة .
وتقول : " لَنْ يَرْضَي الْفَتي وَ الْقَاضِي وَ غُلاَمِي " وتقول : " إنَّ الْفَتَي وَ غُلاَمِي لَفَائِزَانِ " وتقول : " مَرَرْتُ بِالْفَتَي و غُلاَمِي و الْقَاضِِِي " .
فما كان آخره ألفاً لازمة تُقََدَّر عليه جميعُ الحركات للتعذر ، ويسمي الاسمُ المنتهي بالألف مقصوراً ، مثل الفتي ،و العَصا ، والحجَي ، والرَّحَي ، والرِّضَا .
وما كان آخره ياء لازمَة تُقَدَّر عليه الضمة والكسرة للثقل ، ويسمي الاسمُ المنتهي بالياءِ منقوصاً ، وتظهر عليه الفتحة لخفتها ، نحو : القَاضِي ، والدَّاعِي ، والْغَازِي ، والسَّاعِي ، الآتي ، و الرّاَمِي .
ما كان مضافاً إلي ياء المتكلم تُقَدَّر عليه الحركاتُ كلُّها للمناسبةِ ، نحو : غلامِي ، وكِتابي ، وصَديِقِي ، وأبِي ، وأُستاذي .
ويقابل الإعرابَ البناء ، و يتضح كل واحدٍ منهما تمامَ الاتّضَاحِ بسبب بيان الآخرَ . وقد ترك المؤلفُ بيان البناء ، ونحن نبينه لك علي الطريقة التي بيَّنا بها الإعراب ، فنقول :
للبناء معنيان : أحدهما لغويّ ، والآخر اصطلاحيّ :
فأما معناه في اللغة فهو عبارة عن وَضْع شيءٍ علي شيءٍ علي جهَة يُرَادُ بها الثبوتُ و اللزومُ .
وأما معناه في الاصطلاح فهو لُزُومُ آخر الكلمة حالةً واحدةً لغير عامل و لا اعتلال ، وذلك كلزوم " كَمْ " و " مِنْ " السكون ، و كلزوم " هؤلاءِ "و " حَذَام ِ " الكَسْرَ ، وكلزوم "مُنْذُ " و" حَيْثُ " الضمَّ ، وكلزوم "أيْنَ" و " كَيْفَ " الفتحَ .
ومن هذا الإيضاح تعلم أن ألقابِ البناءِ أربعة : السكون ، والكسر ، والضم ، والفتح .
وبعد بيان كل هذه الأشياء لا تَعْسُرُ عليك معرفة المعرب والمبني ، فإن المعرب : ما تَغَيَّرَ حالُ آخِرِهِ لفظاً أو تقديراً بسبب العوامل ، والمبني : ما لزم آخرُهُ حالَةً واحدةً لغير عامل و اعتلال .
تمرين
بيّن المعرب بأنواعه ، والمبني ، من الكلمات الواقعة في العبارات الآتية : قال أعرابيٌّ : الله يُخْلِفُ مَا أتْلَفَ الناسُ ، والدَّهْرُ يُتْلِفُ ما جَمَعُوا ، وكم مِنْ مَيْتَةٍ عِلَّتْها طَلَبُ الحياةِ ، وحياةٍ سَببُهَا التَّعَرُّضُ لِلْمَوْتِ .
سأَل عُمَرُ بن الخَطّابِ عَمْرَو بنَ مَعْدِ يَكَرِبَ عَنِ الْحَرْبِ ، فقال لهُ : هي مُرَّةُ المَذَاقِ ، إذا قَلَصَتْ عن سَاقٍ ، مَنْ صَبَرَ فِيها عُرِفَ ، ومَنْ ضَعُفَ عنها تَلِفَ.....
<والضُّحى والليْل ِ إِذَا سجي ، ما وَدَّعك ربٌّكَ وما قَلى ، للآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ منَ الأُولي >
إِنا لْعُلاَ حَدَّثَنِي وَ هْيَ صادقةٌ فيما تُحَدِّثُ أنَّ العِزَّ في النُّقَل
إذا نامَ غِرٌّ في دُجى الليل فاسْهَرِ وقم لِلْمَعَالِي والعَوَالي وشَمِّرِ
إذا أنت لم تُقْصِرْ عن الْجَهْلِ والخَنا أصَبْتَ حَليماً أو أصابك جاهلُ
الصَّبْر علي حُقوق المُروءَةِ أشدُّ مِنَ الصَّبْر علي ألم الحاجةِ، و ذِلةُ الفَقْرِ مانِعة ٌ من عزّ الصبر ، كما أن عزّ الغني مانِعٌ مِنْ كرم الإِنصافِ .
أسئلة
ما هو الإِعراب ؟ ما هو البناء ؟ ما هو المعرب ؟ ما هو المبني ؟ ما معني تغير أواخر الكلم؟ إلي كم قسم ينقسم التغير ؟ ما هو التغير اللفظي ؟ ما هو التغير التقديري ؟ ما أسباب التغير التقديري ؟ اذكر سببين مما يمنع النطق بالحركة .
إيتِ بثلاثة أمثلة لكلام مفيد ، بحيث يكون في كل مثالٍ اسمٌ معرب بحركة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
إيت بمثالين لكلام مفيد في كل واحد منهما اسم معرب بحركة مقدرة منع من ظهورها الثقل .
إيت بثلاثة أمثلة لكلام مفيد في كل مثال منها اسم مَبْنِيٌّ
إيت بثلاثة أمثلة لكلام مفيد يكون في كل مثال منها اسم معرب بحركة مقدرة منع من ظهورها المناسبة .
قال : وأقسامه أربعة : رَفْعٌ ، وَ نَصْبٌ ، وَ خَفْضٌ، وَ جَزْمٌ ، فللأسمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الرَّفعُ ، و النَّصْبُ ، و الخَفْضُ ،ولا جَزمَ فيها ، وللأفعال مِنْ ذَلِكَ الرَّفْعُ ، والنَّصبُ ، و الجَزْمُ ، ولاَ خَفْض َ فيها .
وأقول : أنواع الإِعراب التي تقع في الاسم و الفعل جميعاً أربعة : الأوَّل : الرفع ، و الثاني : النصب ، والثالث : الخفض ، والرابع : الجزم ، ولكل واحد من هذه الأنواع الأربعة معني في اللغة، ومعني في اصطلاح النحاة.
أما الرفع فهو في اللغة : العُلُوُّ والارتفاعُ ، وهو في الاصطلاح : تغير مخصوصٌ علامَتُهُ الضمة وما ناب عنها ، وستعرف قريباً ما ينوب عن الضمة في الفصل الآتي إن شاء الله ، ويقع الرفع في كل من الاسم والفعل ، نحو : " يَقُومُ عَليُّ " و " يَصْدَحُ البُلْبُلُ" .
وأما النصبُ فهو اللغة : الاسْتِواءُ والاسْتِقَامَة ، وهو في الاصطلاح : تغير مخصوص علامته الفَتْحَة وما ناب عنها ، ويقع النَّصْبُ في كل من الاسم والفعل أيضاً ، نحو : " لَنْ أُحِبَّ الكَسَلَ " .
وأما الخفض فهو في اللغة : التَسَفُّلُ ، وهو في الاصطلاح : تغيُّر مخصوصٌ علامتٌةُ الكَسْرَة وما نابَ عنها ، ولا يكون الخفض إلا في الاسم ، نحو : " تَأَلَّمْتُ مِنَ الكَسُولِ "
و أما الجزم فهو في اللغة : القَطْعُ ، وفي الاصطلاح يغيرٌ مخصُوصٌ علامتُهُ الَسُّكونُ وما نابَ عنه ، ولا يكون الجَزْمُ إلا في الفعل المضارع ، نحو " لَمْ يَفُزْ مُتَكَاسِلٌ " .
فقد تبين لك أن أنواع الإعراب علي ثلاثة أقسام : قسم مشترك بين الأسماء والأفعال ، وهو الرفع والنصب ، وقسم مختصٌّ بالأسماء ، وهو الخفض ، وقسم مختص بالأفعال ، وهو الجزْم .
أسئلة
ما أنواع الأعراب ؟ ما هو الرفع لغة واصطلاحاً ؟ ما هو لنصب لغة واصطلاحاً ؟ ما هو الخفض لغة واصطلاحاً ؟ ما هو الجزم لغة واصطلاحاً ؟ ما أنواع الإعراب التي يشترك فيها الاسم والفعل ؟ ما الذي يختص به الاسم من علامات الإعراب ؟ ما الذي يختص به الفعل من علامات الإعراب ؟ مَثِّلْ بأربعة أمثلة لكُلِّ من الاِسم المرفوع ، والفعل المنصوب ، والاسم المخفوض ، والفعل المجزوم .
قال " ( باب معرفة علامات الإِعراب ) للرفْعِ في أَرْبَعُ عَلاَمَاتٍ :الضَّمَّة ُ ، والوَاوُ ، وَالألِفُ ، وَالنُّونُ .
وأقول : تستطيع أن تَعْرِفَ أن الكلمة مرفوعة بوجود علامة في آخرها من أربع علامات : واحدة منها أصلية ، وهي الضمة ، وَثُلاَثٌ فُروعٌ عنها ، وهي : الواو ، والألف ، والنون .
مواضع الضمة
قال : فَأمَّا الضَّمَّةُ فَتَكُون عَلاَمَةً للرَّفْعِ في أرْبَعَةِ مَوَاضِيعَ : الاِسمِ المُفْرَدِ ، وجَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَ جَمْعِ الْمُؤَنثِ السَّالِمِ ، والْفِعْل الْمُضَارِعِ الذي لَمْ يَتَّصلْ بآخره شَيْءٌ .
وأقول تكون الضمة علامَةً علي رَفْعِ الكلمة في أربع مواضع : الموضع الأول : الاسم المفرد ، والموضع الثاني : جمع التكثير ، والموضع الثالث : جمع المؤنث السالم ، والموضع الرابع : الفعل المضارع الذي لم يَتَّصِلْ به ألف اثنين ، ولا واو جماعة ، ولا ياء مخاطبة ، ولا نون توكيد خفيفةٌ أو ثقيلةٌ ،ولا نُونِ نِسْوَة .
أما الاِسم المفرد فالمراد به ههنا : ما ليس مُثَنَّي ولا مجموعاً ولا ملحقاً بهما ولا من الأسماء الخمسة : سواءٌ أَكان المراد به مذكراً مثل : محمد ، وعلي ، وحمزة ، أم كان المراد به مؤنثاً مثل : فاطمة ، وعائشة ، وزينب ، وسواءٌ أكانت الضمة ظاهرة كما في نحو "حَضَرَ مُحَمَّدٌ " و "سّافَرَتْ فَاطِمَةُ " ، أم كانت مُقَدَّرَةً نحو " حَضَرَ الْفَتَي و الْقَاضِي وَأَخِي " ونحو " تَزَوَّجَتْ لَيْلَي و نُعْمي " فإن " محمد " وكذا " فاطمة " مرفوعان ، و علامة رفعهما الضمة الظاهرة ، و "الفتي" ومثله "ليلي " و "نعمي" مرفوعات ، وعلامَةُ رَفعهِنَّ ضمة مُقَدَّرَةٌ علي الألف منع من ظهورها التعذر، و " الْقَاضِي" مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة علي الياء منع من ظهورها الثقل ، و"أَخِي " مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة علي ما قبل ياءِ المتكلم منع من ظهورها حركةُ المنَاسَبَةِ .
أما جمع التكسير فالمراد به : مت دَلَّ علي أكثر من اثنين أو اثنتين مع تَغَيُّر في صيغة مفردهِ .
وأنواع التغير الموجودة في جموع التكثير ستة :
1ـ تَغََيُّرٌ بالشكل لَيْسَ غَيْرُ ، نحو : أَسَدٌ وأُسْدٌ ، وَنَمِرٌ ونمُرٌ ؛ فإن حروف المفرد والجمع في هذين المثالين مُتَّحِدَة ، والاِخْتلاَف بين المفرد والجمع إنما هو في شكلها.
2ـ تَغَيُّرٌ بالنقص لَيْسَ غَيْرُ ، نحو : تُهَمَة وتُهَمٌ ، وتُخَمَة و تُخَمٌ ، فأنت تجد الجمع قد نقص حرفاً في هذين المثالين ـ وهو التاء ـ وباقي الحروف علي حالها في المفرد.
3ـ تغير بالزيادة ليس غير ، نحو : صِنْوٌ و صِنْوَان ، في مثل قوله تعالي : < صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ >
4ـ تغير في الشكل مع النقص ، نحو : سَرِير و سُرُر ، وكتَاب و كُتُب ،وأحْمَر و حُمْر، و أبْيَض وبيض .
5ـ تغير في الشكل مع الزيادة ، نحو : سَبَب وَأسْبَاب ، وَبَطل وأبطال ، وَهِنْد وَهُنُود ، وَسَبُع وَسِبَاع ، وَذِئْب وَذِئَاب ، وشُجَاع و شُجْعَان .
6ـ تغير في الشكل مع الزيادة والنقص جميعاً ، نحو : كَرِيم و كُرَمَاء ، وَرَغِيف وَرُغْفَان ، و كاتِب وَ كُتَّاب ، وَأمِير و أُمَرَاء .
وهذه الأنواع كلها تكون مرفوعة بالضمة ، سواءٌ أكان المراد من لفظ الجمع مذكراً ، نحو : رِجَال ، وكُتاب ، أم كان المراد منه مؤنثاً ، هُنُود ، وَزَيَانِب ، وسواءٌ أكانت الضمة ظاهرة كما في هذه الأمثلة ، أم كانت مقدرة كما في نحو : " سكَارَى ، وَجَرْحَي " ، ونحو : " عَذَارَى ، وَحَبَالى " تقول : " قامَ الرِّجالُ و الزَّيَانِبُ " فتجدهما مرفوعين بالضمة الظاهرة ، وتقول : " حَضَرَ الْجَرْحَى و العَذَارَى " فيكون كل من " الْجَرْحَى " و " العَذَارى " مرفوعاً بضمة مقدرة علي الألف منع من ظهورها التعذر .
وأما جمع المؤنث السالم فهو : ما دلَّ عَلَي أكثر من اثنتين بزيادة ألفٍ وَ تاءِ في آخره ، نحو : " زَيْنَبَات ، فاطمات ، وحَمَّامات " تقول جَاءَ الزَّيْنَبَاتُ ، و سافر الفاطمات " فالزينبات والفاطمات مرفوعان ، وعلامة رفعهما الضمة الظاهرة ، ولا تكون الضمة مقدرة في جمع المؤنث السالم ، إلا عند إضافته لياء المتكلم نحو : " هَذِهِ شَجَرَاتِي وَبَقَرَاتِي " .
فإن كانت الألف غيرَ زائدةٍ : بأن كانت موجودة في المفرد نحو " القاضي و القُضَاة ، والداعي و الدُّعَاةُ " لم يكن جمع مؤنث سالماً ، بل هو حينئذٍ جمعُ تكسيرٍ ، وكذلك لو كانت التاء ليست زائدة : بأن كانت موجودة في المفرد نحو " ميت وأمْوَات ، وبَيْت وأبيات ، وصوت وأصْوَات " كان من جمع التكسير ، ولم يكن من جمع المؤنث السالم .
وأما الفعل المضارع فنحو " يَضْرِبُ " و "يَكْتُبُ " فكل من هذين الفعلين مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، وكذلك " يدعو ، يَرْجُو " فكل منهما مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة عَلَي الواو منع من ظهورها النثل ، وكذلك " يَقْضِى ، ويُرْضِى " فكل منهما مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة علي الياء منع من ظهورها الثقل ، وكذلك " يَرْضَى ، وَيَقْوَى " فكل منهما مرفوع ، وعلامة رفعه مقدرة عَلَي الألف منع من ظهورها التعذر .
و قولنا " الذي لم يتصل به ألفُ اثنين أو واو جماعة أو ياءُ مخاطبة "
وقولنا : " الذي لم يتصل به ألفُ اثنين أو واو جماعة أو ياءُ مخاطبة "
يُخْرِجُ ما اتصل به واحد من هذه الأشياء الثلاثة ؛ فما اتصل به ألف الاثنين نحو " يَكْتُبَانِ ، ويَنْصُرَان " وما اتصل به واو الجماعة نحو : " يَكْتُبونَ ، ويَنْصُرونَ " وما اتصل به ياءُ المخاطبة نحو : تَكْتُبِينَ ، وتَنْصُرِينَ " ولا يرفع حينئذ بالضمة ، بل يرفع بثبوت النون ، والألفُ أو الواو أو الياء فاعل ، وسيأتي إيضاح ذلك .
و قولنا " ولا نون توكيد خفيفة أو ثقيلة " يُخْرِجُ الفِعْلَ المضارعَ الذي اتصلت به إحدى النونين ، نحو قوله تعالي : < لَيَسْجَنَنَّ وَلَيُكٌونَنَّ مِن الصَّاغِرينَ > والفعل حينئذٍ مبني علي الفتح .
وقولنا " ولا نون نسوة " يُخْرِجُ الفعلَ المضارعَ الذي اتصلت به نون النسوة ، نحو قوله تعالي < وَالْوَالِدَتُ يُرْضِعْنَ > والفعلُ حينئذ مبنىٌّ علي السكون .
تمرين :
1ـ بيّن المرفوعات بالضمة وأنواعها ، مع بيان ما تكون الضمة فيه ظاهرة وما تكون الضمة فيه مقدرة ، وسبب تقديرها ، من بين الكلمات الواردة في الجمل الآتية :
قّالَتْ أَعْرَبِيّةٌ لِرَجُلٍ : مَالَكَ تُعْطِي وَلاَ تَعِدُ ؟ قالَ : مَالَك وَالْوَعْدَ ؟ قَالَت : يَنْفَسِحُ بِهِ الْبَصَرُ ، ويَنْتَشِرُ فِيهِ الأَْمَلَ ، وَتَطِيبُ بِذِكْرِهِ النُّفُوسُ ، وَيُرْخَي بِه الْعَيْشُ ، وَتُكْتَسَبُ بِهِ الْمَوَدَّاتُ ، ويُرْبَحُ بِهِ الْمَدْحُ والْوَفاءُ … الْخَلْقُ عِيَالُ الله ، فَأَحَبُّهُمْ لله أَنْفَعَهُم لِعِيَالِهِ .. أَوْلى النَّاس بالْعَفُوِ أَقَدَرُهُمْ عَلَي العُقُوبةِ .. النِّساءُ حَبَائِلُ الشّيْطان.. عِنْدَ الشدَائِد تُعْرَفُ الإِخْوِانُ .. تهُونُ البَلاَيَا بالصَّبْر .. الْخَطَايا تُظْلِمُ الْقَلْبَ .. القِرَى إِكْرَامُ الضَّيْفِ .. الدَّاعِي إلي الْخَيَر كَفَاعلِه .. الظُّلْمُ ظلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَة .
أسئلة
في كم موضع توضع علامة للرفع ؟ ما المراد بالاسم المفرد هنا ؟ مَثِّل للاسم المفرد بأربعة أمثلة الأول بحيث يكون مذكراً والضمة ظاهرة علي آخره ، والثاني مذكراً والضمة مقدرة ، والثالث مؤنثاً والضمة ظاهرة ، والرابع مؤنثاً والضمة مقدرة . ما هو جمع التكسير ؟ عَلَي كم نوع يكون التغير في جمع التكسير مع التمثيل لكل نوع بمثالين ؟ مثل لجمع التكسير الدال عَلَي مذكرِينَ و الضمة المقدرة ، ولجمع التكسير الدال علي مؤنثات والضمة الظاهرة ، ما هو جمع المؤنث السالم ؟ هل تكون الضمة مقدرة في جمع المؤنث السالم ؟
إذا كانت الألف غير زائدة في الجمع الذي آخره ألف وتاء فمن أي نوع يكون مع التمثيل ؟ وكيف نكون إعرابه ؟ متي يرفع الفعل المضارع بالضمة ؟ مثّل بثلاثة أمثلة مختلفة للفعل المضارع المرفوع بضمة مقدرة
نيابة الواو عن الضمة
قال : وأمَّا الْوَاوُ فَتَكونُ عَلاَمَةً لِلرَّفْعِ في مَوْضعَيْن : في جَمْع المذكَّر السَّالم ، وفي الأَْسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، وَهِيَ : أَبُوكَ ، وأَخوكَ ، وحَمُوكَ ، وفُوكَ ، وذو مَال .
أقول : تكون الواو علامة علي رَفْعِ الكلمة في موضعين ، الأول : جَمْعُ المذكر السالم ، والموضع الثاني : الأسماء الخمسة .
أما جمع المذكر السالم ، فهو : اسمٌ دَلَّ عَلَي أكثر من اثنين ، بزيادة في آخره ، صالح للتَّجْرِيد عن الزيادة ، وعَطَفِ مثله عليه ، نحو :<فَرَحَ المخَلَّفون > ، < َلَكِنِ الرَّاَسِخُونَ في الْعِلْمِ مِنْهُمْ والْمُؤْمِنُونَ > ، < ولَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ > ، < إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُون > ، < وآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم > . فكل من " المخلفون و " الراسخون " و " المؤمنون " و " المجرمون " و " صابرون " و "آخرون " جمعُ مذكر سالمٌ ، دالٌ عَلَي أكثر من اثنين ، وفيه زيادة في آخره ـ وهي الواو والنون ـ وهو صالح للتجريد من هذه الزيادة ، ألا تري أنك تقول : مُخَلَّفٌ ، ورَاسِخٌ ، ومُؤْمِنٌ ، ومُجْرِمٌ ، وصَابِرٌ ، وآخَرٌ ، وكل لفظ من ألفاظ الجموع الواقعة في هذه الآيات مرفوعٌ ، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، وهذه النون التي بعد الواو عِوَضٌ عن التنوين في قولك : " مُخَلَّفٌ " وأخواته ، وهو الاسم المفرد
الأسماء الخمسة
وأما الأسماء الخمسة فهي هذه الألفاظ المحصورة التي عَدَّها المؤلف ـ وهي : أبُوكَ ، وأخوكَ ، وحَمُوكَ ، وفُوكَ ، وذو مَالٍ ـ وهي تُرْفَعُ بالواو نيابة عن الضمة ، تقول: " حَضَرَ أبُوكَ ، وأخُوكَ ، وَحَمُوكَ ، ونَطُق فُوكَ ، وذُو مَالٍ " ، وكذا تقول : " هذا أبُوكَ " وتقول " أبُوكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وقال الله تعالي { وَأَبُونََا شَيْخٌ كَبِيرٌ }، { مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ } ، { وإنه ُ لَذُو عِلْمٍ } ، { إني أنا أخُوكَ } فكلُّ اسمٍ منها في هذه الأمثلة مرفوع ٌ ، وعلامة رفعه الواوُ نيابةً عن الضمة ، وما بعدها من الضمير أو لفظ " مال " أو لفظ "علم " مضافٌ إليه . واعلم أن هذه الأسماء الخمسة لا تُعْرَبُ هَذا الإِعراب إلا بشروط ، وهذه الشروط منها ما يشترط في كلها ، ومنها ما يشترط في بعضها :
أما الشروط التي تشترط في جميعها فأربعة شروط : الأول : أن تكون مُفْرَدةً ، والثاني : أن تكون مُكبَرةً ، والثالث أن تكون مضافة ، والرابع : أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم .
فخرج باشتراط الأفراد ما لو كانت مُثَنّاةً أو مجموعة جمع مذكر أو جمع تكسير؛ فإنها لو كانت جمع تكسير أُعربت بالحركات الظاهرة ، تقول : " الآباءُ يُرَبُّونَ أَبْنَاءَهُمْ " وتقول : " إخْوانُكَ يَدُكَ التي تبْطِشُ بِهَا " ، وقال الله تعالى :{ آباؤكم وأبْنَاؤُكم } ، { إنما الْمُؤمِنُونَ إخْوَةٌ } ، { فأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً } ، ولو كانت مُثَنَّاةَ أُعربت إعرابَ المثني بالألف رفعاً وبالياء نصباً و جرًّا ، وسيأتي بيانه قريباً ، تقول : " أبَوَاكَ رَبَّيَاكَ " وتقول : " تَأَدَّبْ فِي حَضْرَةِ أَبَوَيكَ " وقال الله تعالي : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَي العَرْشِ } ، { فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } ، ولو كانت مجموعة جمع مذكر سالماً رُفعت بالواو علي ما تقدم ، ونصبت وجرت بالياءِ ، وتقول : " هؤلاَء أبُونَ وأخُونَ " ، وتقول : " رَأيتُ أَبِينَ وَأَخِينَ " ولم يجمع بالواو والنون غيرُ لفظ الأب والأخ ، وكان القياسُ يقتضي ألا يُجمع شيءٌ منها هذا الجمعَ .
وخرج باشتراط " أن تكون مكبرة " ما لو كانت مُصَغَّرَةٌ ، فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة ، تقول : " هذا أُبَيُّ وأُخَيُّ " ؛ وتقول : " مَرَرْتُ بِأُبَيٍّ وأُخَيٍّ " .
وخرج باشتراط "أن تكون مُضَافة " ما لو كانت منقطعة عن الإضافة ؛ فإنها حينئذٍ تُعرب بالحركات الظاهرة أيضاً ، تقول : " هذا أبٌ " وتقول : " رأيْتُ أباً " وتقول : " مَرَرْتُ بأب " وكذلك الباقي ، وقال الله تعالي : { ولَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ } ، { إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } ، { قَالَ ائْتُونِي بِأخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ } ، { إنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا } .
وخرج باشتراط " أن تكون إضافتها لغير ياءِ المتكلم " ما لو أضيفت إلي هذه الياء ؛ فإنها حينئذٍ تعرب بحركات مقدرة علي ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسبة؛ تقول : " حَضَرَ أبِي وأخِي " ، وتقول : " احْتَرَمْتُ أبِي و أخِي الأكْبَرَ " وتقول : " أنَا لا أتكلَّمُ في حَضْرَةِ أبِي وأخِي الأكْبَرِ " وقال الله تعالي : { إنَّ هذَا أخِي } ، { أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي } ، { فأَلْقُوهُ علي وَجْهِ أَبي } .
و أمّا الشروط التي تختص ببعضها دون بعض؛ فمنها أن كلمة " فُوكَ " لا تُعْرَبُ هذا الإِعرابُ إلاّ بشرط أن تخلو من الميم ، فلو اتصلت بها الميم أُعربت بالحركات الظاهرة ، تقول : " هذَا فَمٌ حَسَنٌ " ، وتقول : " رأَيْتُ فَماً حَسَناً " ، وتقول :" نَظَرْتُ إلَي فَمٍ حَسَنٍ " وهذا شرط زائد في هذه الكلمة بخصوصها علي الشروط الأربعة التي سبق ذكرها .
ومنها أن كلمة " ذو " لا تعرَبُ هذا الإِعرَابَ إلا بِشرطين : الأول : أن تكون بمعني صاحب ، والثاني : أن يكون الذي تضاف إليه اسمَ جنس ظاهراً غَيْرَ وَصْفٍ ؛ فإن لم يكن بمعني صاحب ـ بأن كانت موصولة فهي مَبْنيَّةٌ .
ومثالُها غيرَ مَوْصُولة قولُ أبي الطيب المتنبي :
وأما الأسماء الخمسة فهي هذه الألفاظ المحصورة التي عَدَّها المؤلف ـ وهي : أبُوكَ ، وأخوكَ ، وحَمُوكَ ، وفُوكَ ، وذو مَالٍ ـ وهي تُرْفَعُ بالواو نيابة عن الضمة ، تقول: " حَضَرَ أبُوكَ ، وأخُوكَ ، وَحَمُوكَ ، ونَطُق فُوكَ ، وذُو مَالٍ " ، وكذا تقول : " هذا أبُوكَ " وتقول " أبُوكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وقال الله تعالي { وَأَبُونََا شَيْخٌ كَبِيرٌ }، { مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ } ، { وإنه ُ لَذُو عِلْمٍ } ، { إني أنا أخُوكَ } فكلُّ اسمٍ منها في هذه الأمثلة مرفوع ٌ ، وعلامة رفعه الواوُ نيابةً عن الضمة ، وما بعدها من الضمير أو لفظ " مال " أو لفظ "علم " مضافٌ إليه . واعلم أن هذه الأسماء الخمسة لا تُعْرَبُ هَذا الإِعراب إلا بشروط ، وهذه الشروط منها ما يشترط في كلها ، ومنها ما يشترط في بعضها :
أما الشروط التي تشترط في جميعها فأربعة شروط : الأول : أن تكون مُفْرَدةً ، والثاني : أن تكون مُكبَرةً ، والثالث أن تكون مضافة ، والرابع : أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم .
فخرج باشتراط الأفراد ما لو كانت مُثَنّاةً أو مجموعة جمع مذكر أو جمع تكسير؛ فإنها لو كانت جمع تكسير أُعربت بالحركات الظاهرة ، تقول : " الآباءُ يُرَبُّونَ أَبْنَاءَهُمْ " وتقول : " إخْوانُكَ يَدُكَ التي تبْطِشُ بِهَا " ، وقال الله تعالى :{ آباؤكم وأبْنَاؤُكم } ، { إنما الْمُؤمِنُونَ إخْوَةٌ } ، { فأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً } ، ولو كانت مُثَنَّاةَ أُعربت إعرابَ المثني بالألف رفعاً وبالياء نصباً و جرًّا ، وسيأتي بيانه قريباً ، تقول : " أبَوَاكَ رَبَّيَاكَ " وتقول : " تَأَدَّبْ فِي حَضْرَةِ أَبَوَيكَ " وقال الله تعالي : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَي العَرْشِ } ، { فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } ، ولو كانت مجموعة جمع مذكر سالماً رُفعت بالواو علي ما تقدم ، ونصبت وجرت بالياءِ ، وتقول : " هؤلاَء أبُونَ وأخُونَ " ، وتقول : " رَأيتُ أَبِينَ وَأَخِينَ " ولم يجمع بالواو والنون غيرُ لفظ الأب والأخ ، وكان القياسُ يقتضي ألا يُجمع شيءٌ منها هذا الجمعَ .
وخرج باشتراط " أن تكون مكبرة " ما لو كانت مُصَغَّرَةٌ ، فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة ، تقول : " هذا أُبَيُّ وأُخَيُّ " ؛ وتقول : " مَرَرْتُ بِأُبَيٍّ وأُخَيٍّ " .
وخرج باشتراط "أن تكون مُضَافة " ما لو كانت منقطعة عن الإضافة ؛ فإنها حينئذٍ تُعرب بالحركات الظاهرة أيضاً ، تقول : " هذا أبٌ " وتقول : " رأيْتُ أباً " وتقول : " مَرَرْتُ بأب " وكذلك الباقي ، وقال الله تعالي : { ولَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ } ، { إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } ، { قَالَ ائْتُونِي بِأخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ } ، { إنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا } .
وخرج باشتراط " أن تكون إضافتها لغير ياءِ المتكلم " ما لو أضيفت إلي هذه الياء ؛ فإنها حينئذٍ تعرب بحركات مقدرة علي ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسبة؛ تقول : " حَضَرَ أبِي وأخِي " ، وتقول : " احْتَرَمْتُ أبِي و أخِي الأكْبَرَ " وتقول : " أنَا لا أتكلَّمُ في حَضْرَةِ أبِي وأخِي الأكْبَرِ " وقال الله تعالي : { إنَّ هذَا أخِي } ، { أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي } ، { فأَلْقُوهُ علي وَجْهِ أَبي } .
و أمّا الشروط التي تختص ببعضها دون بعض؛ فمنها أن كلمة " فُوكَ " لا تُعْرَبُ هذا الإِعرابُ إلاّ بشرط أن تخلو من الميم ، فلو اتصلت بها الميم أُعربت بالحركات الظاهرة ، تقول : " هذَا فَمٌ حَسَنٌ " ، وتقول : " رأَيْتُ فَماً حَسَناً " ، وتقول :" نَظَرْتُ إلَي فَمٍ حَسَنٍ " وهذا شرط زائد في هذه الكلمة بخصوصها علي الشروط الأربعة التي سبق ذكرها .
ومنها أن كلمة " ذو " لا تعرَبُ هذا الإِعرَابَ إلا بِشرطين : الأول : أن تكون بمعني صاحب ، والثاني : أن يكون الذي تضاف إليه اسمَ جنس ظاهراً غَيْرَ وَصْفٍ ؛ فإن لم يكن بمعني صاحب ـ بأن كانت موصولة فهي مَبْنيَّةٌ .
ومثالُها غيرَ مَوْصُولة قولُ أبي الطيب المتنبي :
ذُو الْعَقْلِ يَشْقَى في النَّعِيمِ بَعَقْلِهِ وَأَخُو الْجَهَالَةِ في الشّقَاوَةِ يَنْعَمُ
وهذان الشرطان زائدانِ في هذه الكلمة بخصوصها علي الشروط الأربعة التي سبق ذكرها .
تمرين
1ـ بيَّن المرفوع بالضمة الظاهرة ، أو المُقَدّرة ، والمرفوعَ بالواو ، مع بيان نوع كل واحد منها ، من بين الكلمات الواردة في الجمل الآتية :
قال الله تعالي : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُجِهِمْ حَافِظُونَ } وقال الله تعالي : { وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً } .
الْفِتْنَةُ تُلْقِحُهَا النَّجْوَى و تُنتِجُهَا الشَّكْوَى .. إخْوَانُكَ هُمْ أَعْوَانُكَ إذَا اشْتدَّ بِكَ الْكَرْبُ ، وَأُسَاتُكَ إِذَا عَضّكَ الزَّمَانُ .. النَّائِبَاتُ مِحَكُّ الأصْدِقَاءِ .. أبُوكَ يَتَمَنَّى لَكَ الْخَيْرَ وَيَرْ جُو لَكَ الْفَلاَحَ .. أخُوكَ الَّذِي إذا تَشْكُو إلَيْهِ يُشْكِيكَ.. وَ إِذَا تَدْعُوهُ عِنْدَ الكَرْبِ يُجيِبُك .
2ـ ضع في الأماكن الخالية من العبارات الآتية اسماً من الأسماء الخمسة مرفوعاً بالواو :
(ا) إذَا دَعَاكَ ... فَأَجِبْهُ . (ج)... كَانَ صديقا لي .
ب) لَقَدْ كانَ مَعِي ... بالأَمْسِ . (د) هذا الكتابُ أَرْسَلَهُ لَكَ...)
3ـ ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية جمع تكسيرٍ مرفوعاً بضمة ظاهرة في بعضها ، ومرفوعاً بضمة مقدرة في بعضها الآخر :
(ا) ... أَعْوَانُكَ عِنْدَ الشدَّةِ . (ج) كانَ معنَا أمْسِ... كِرَامٌ
(ب) حضرَ... فَأَكْرَمْتُهُمْ (د) ... تفْضَحُ الكَذُوبَ .
تمرين
1ـ بيَّن المرفوع بالضمة الظاهرة ، أو المُقَدّرة ، والمرفوعَ بالواو ، مع بيان نوع كل واحد منها ، من بين الكلمات الواردة في الجمل الآتية :
قال الله تعالي : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُجِهِمْ حَافِظُونَ } وقال الله تعالي : { وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً } .
الْفِتْنَةُ تُلْقِحُهَا النَّجْوَى و تُنتِجُهَا الشَّكْوَى .. إخْوَانُكَ هُمْ أَعْوَانُكَ إذَا اشْتدَّ بِكَ الْكَرْبُ ، وَأُسَاتُكَ إِذَا عَضّكَ الزَّمَانُ .. النَّائِبَاتُ مِحَكُّ الأصْدِقَاءِ .. أبُوكَ يَتَمَنَّى لَكَ الْخَيْرَ وَيَرْ جُو لَكَ الْفَلاَحَ .. أخُوكَ الَّذِي إذا تَشْكُو إلَيْهِ يُشْكِيكَ.. وَ إِذَا تَدْعُوهُ عِنْدَ الكَرْبِ يُجيِبُك .
2ـ ضع في الأماكن الخالية من العبارات الآتية اسماً من الأسماء الخمسة مرفوعاً بالواو :
(ا) إذَا دَعَاكَ ... فَأَجِبْهُ . (ج)... كَانَ صديقا لي .
ب) لَقَدْ كانَ مَعِي ... بالأَمْسِ . (د) هذا الكتابُ أَرْسَلَهُ لَكَ...)
3ـ ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية جمع تكسيرٍ مرفوعاً بضمة ظاهرة في بعضها ، ومرفوعاً بضمة مقدرة في بعضها الآخر :
(ا) ... أَعْوَانُكَ عِنْدَ الشدَّةِ . (ج) كانَ معنَا أمْسِ... كِرَامٌ
(ب) حضرَ... فَأَكْرَمْتُهُمْ (د) ... تفْضَحُ الكَذُوبَ .
أسئلة
في كم موضع تكون الواو علامة للرفع ؟ ما هو جَمع المذكر السالم ؟ مثل لجمع المذكر السالم في حال الرفع بثلاثة أمثلة ، اذكر الأسماءُ الخمسة ، ما الذي يشترط في رفع الأسماء الخمسة بالواو نيابة عن الضمة؟ لو كانت الأسماءُ الخمسة مجموعة جمع تكسير فبماذا تعربها ؟ لو كانت الأسماء الخمسة مثناة فبماذا تعربها ؟ مثّل بمثالين لاسمين من الأسماء الخمسة مثنيين ، وبمثالين آخرين لاسمين منها مجموعين ، لو كانت الأسماءُ الخمسة مصغرة فبماذا تعربها ؟ لو كانت مضافة إلي ياء المتكلم فبماذا تعربها ؟ ما الذي يشترط في " ذو " خاصة ؟ ما الذي يشترط في " فوك " خاصة .
نيابة الألف عن الضمة
قال : وأمَّا الألفُ فَتكُونُ عَلاَمَةً لِلرَّفْعِ فِي تَثْنِيَةِ الأسْمَاءِ خَاصَّةً .
وأقول : تكون الألف علامة علي رفع الكلمة في موضع واحد ، وهو الاسم المثني ، نحو " حَضَرَ الصّدِيقَانِ " فالصديقان : مثني ، وهو مرفوع لأنه فاعل ، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة ، والنون عوضٌ عن التنوين في قولك : صَدِيقٌ ، وهو الاسم المفرد .
والمثني هو : كل اسم دَلَّ علي اثنين أو اثنتين ، بزيادة في آخره ، أغْنَتْ هذه الزيادة عن العاطف والمعطوف ، نحو " أَقْبَلَ العُمَرانِ ، والهِنْدَانِ " فالعُمران : لفظ دلَّ علي اثْنَيْنِ اسْمُ كلِّ واحدٍ منهما عُمَرُ ، بسبب وجود زيادة في آخره ، وهذه الزيادة هي الألف والنون ، وهي تُغْنِي عن الإتيان بواو العطف وتكرير الاسم بحيث تقول : " حَضَرَ عُمَرُ وَ عُمَرُ " وكذلك الهندان ؛ فهو لفظ دَالٌّ علي اثنتين كلُّ واحدة منهما اسمها هِنْدٌ ، وسَبَبُ دلالته عَلي ذلك زيادة الألف والنون في المثال ، ووجود الألف والنون يغنيك عن الإِتيان بواو العطف وتكرير الاسم بحيث تقول : حَضَرَتْ هِنْدٌ وَ هِنْدٌ "
تمرينات
1ـ رُدَّ كلَّ جمع من الجموع الآتية إلي مفرَدِهِ ، ثم ثَنِّ المفردات ، ثم ضع كل مثني في كلام مفيد بحيث يكون مرفوعاً ، وها هي ذي الجموعُ :
جِمال ، أفْيَالٌ ، سُيُوفٌ ، صَهَارِيجٌ ، دُوِىٌ نُجُومٌ ، حَدَائِقُ ، بَسَاتِينُ ، قَرَاطِيسُ ، مَخَابِزُ ، أحْذِيَةٌ ، قُمُصٌ ،أطِبَّاءُ ، طُرُقٌ ، شُرَفَاءُ ، مَقَاعِدُ، عُلَمَاءُ ، جُدْرَانٌ ، شَبَابِيك ، أبْوَابٌ ، نَوَافِذُ ،آنِسَاتٌ ، رُكَّعٌ ، أُمُورٌ ، بِلاَدٌ ، أقْطَارٌ ، تفاحَات .
2ـ ضع كل واحد من المثنيات الآتية في كلام مفيد :
الْعَالِمَانِ ، الوَالِيَانِ ، الأَخوَانِ ، المجتَهدانِ ، الهَادِيَانِ ، الصَّدِيقَانِ ، الحَديِقَتَانِ ، الفَتَاتَّانِ ، الكِتَابَانِ ، الشريِفَانِ ، القُطْرَانِ ، الجِدَارَانِ ، الطِبيبَانِ ، الأمْرَانِ ، الفَارِسَانِ ، المَقْعَدَانِ ، الْعَذْرَوَانِ ، السَّيْفَانِ ، المَجِدَان
الخِطَابَانِ ، الأبَوَانِ ، البَلَدَانِ ، البُسْتاَنَانِ ، الطَّريِقَانِ ، راكِعَانِ ، دَوَلَتَانِ ،بَابَانِ ، تُفَّاحَتَانِ ، نَجْمَانِ .
3ـ ضع في الأماكن الخالية من العبارات الآتية ألفاظاً مثناة :
(ا) سافر... إلي مصر ليشاهدا آثارها .
ب) حَضَرَ أخي ومعه.. فأكرمتهم . )
(ج) وُلِدَ لخالد ... فسمي أحدهما محمداً وسمي الآخر عليًّا
أسئلة
في كم موضع تكون الألف علامة علي رفع الكلمة ؟ ما هو المثنى ؟ مثّل للمثني بمثالين : أحدهما مذكر ، والآخر مؤنث .
نيابة النون عن الضمة
قال : وأمَّا النُونُ فَتكُونُ عَلاَمَة للرَّفع في الفِعْلِ المُضَارع ، إذا اتصَلَ بِهِ ضمِير تَثْنِيةٍ ، أوْ ضَمِيرُ جَمْعٍ ، أوْ ضَمِيرُ المُؤنَّثَةِ الْمُخَاطَبَةِ .
وأقول : تكون النون علامة علي أن الكلمة التي هي في آخرها مرفوعة في موضع واحد ، وهو الفعل المضارع المسند إلي ألف الاثنين أو الاثنتين ، أو المسند إلي واو جماعة الذكور ، أو المسند إلي ياء المؤنثة المخاطبة.
أما المسند إلي ألِفِ الاثنين فنحو " الصَّدِيقََانِ يُسَافِرَانِ غداً " ، ونحو " أنْتُمَا تُسَافِرَانِ غَدَاً " فقولنا : " يسافران " وكذا " تسافران " فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ثُبُوتُ النون ، وألف الاثنين فاعل ، مبني علي السكون في محل رفع .
وقد رأيت أن الفعل المضارع المسنَدَ إلي ألف الاثنين قد يكون مبدوءًا بالياء للدلالة علي الْغَيْبَةَ كما في المثال الأوَّل ، وقد يكون مبدوءًا بالتاء للدلالة علي الخطاب كما في المثال الثاني .
وأما المسند إلي ألف الاثْنَتَين فنحو " الهِندَانِ تُسَافِرانِ غَداً " ، ونحو : "أنْتُمَا يا هِنْدَانِ تُسَافِرَانِ غَداً " فتسافران في المثالين : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والألف فاعل ، مبني علي السكون في محل رفع .
ومنهم تعلم أن الفعل المضارع المسند إلي ألف الاثنتين لا يكون مبدوءًا إلا بالتاء للدلالة علي تأنيث الفاعل ، سواءٌ أكان غائباً كالمثال الأوَّل ، أم كان حاضراً مُخَاطَباً كالمثال الثاني .
وأما المسند إلي واو الجماعة فنحو " الرِّجَالُ الْمُخْلِصُونَ هُمْ الَّذِينَ يَقُومُونَ بواجبهم " ، ونحو " أنْتُمْ يَا قَوْمِي تَقُومُونَ بِواجبكم " فيقومون ـ ومثله تقومون ـ فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ،و واو الجماعة فاعل ، مبني علي السكون في محل رَفْعٍ .
ومنه تعلم أن الفعل المضارع المسنَدَ إلي هذه الواو قد يكون مَبْدُوءًا بالياء للدلالة علي الغيبة ، كما في المثال الأوّل ، وقد تكون مَبْدُوءًا بالتاء للدلالة علي الخطاب ، كما في المثال الثاني .
وأما المسند إلي ياء المؤنثة المخاطبة فنحو " أنْتِ يا هِنْدُ تَعْرِفِينَ وَاجِبَكِ " فتعرفين : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وياءُ المؤنثة المخاطبة فاعل ، مبني علي السكون في محل رفع .
ولا يكون الفعلُ المسند إلي هذه الياء ألاَّ مبدوءًا بالتاء ، وهي دَالة علي تأنيثِ الفاعل .
فَتَلَخَّصَ لك أن المسند إلي الألف يكون مبدوءًا بالتاء أو الياء ، والمسند إلي واو كذلك يكون مبدوءًا بالتاء أو الياء ، والمسند إلي الياء لا يكون مبدوءًا إلا بالتاء .
ومثالها : يَقُومَانِ ، وَتَقُومَان ، وَيَقُومُون ، وَتَقُومون ، وتقومِينَ ، وتُسَمَّي هذه الأمثلة " الأَفْعَالِ الْخَمْسَةَ " .
تمرينات
1ـ ضع في كلّ مكان من الأمكنة الخالية فعلاً من الأفعال الخمسة مناسباً ، ثم بيّن علي أي شيءٍ يدل حرف المضارعة الذي بدأته به :
(أ) الأولاد... في النَّهْرِ . (ه) أَنْتِ يا زَيْنَبُ... وَاجِبَكِ
(ب)الآباءُ ... علي أبناءهم . (و) الفَتَاتَان... الْجُنْدِيّ .
(ج) أنتما أيها الغُلاَمَان... ببطء . (ز) أَنْتُمْ أيها الرجال... أوطانكم .
(د) هؤلاَءِ الرجال... في الحقل . (ح) أنْتِ يا سُعَادُ ... بالكُرَةِ .
2ـ استعمل كل فعل من الأفعال الآتية في جملة مفيدة :
تَلْعَبَانِ، تَؤَدَّينَ ، تَزْرَعُونَ ، تَحْصُدَانِ ، تُحْدِّثّانِ ، تَسِرُونَ , يَسْبَحُون, تَخْدُمُونَ ، تُنْشِئَانِ ، تَرْضَيْنَ .
3ـ ضع مع كل كلمة من الكلمات الآتية فعلاً من الأفعال الخمسةُ منَاسباً ، واجعل مع الجميع كلاما مفيدا :
الطّالِبانِ ، الغِلْمَانُ ، المُسْلِمون ، الرِّجَال الذين يؤدُّون واجبَهم ، أنتِ أيتها الفتاة ، انتم يا قوم ، هؤلاءِ التلاميذ ، إذا خالفتِ أوامر الله .
4ـ بيّن المرفوع بالضمة، والمرفوع بالألف ، والمرفوع بالواو ، والمرفوع بثبوت النون ، مع بيان كل واحد منها ، من بين الكلمات الواردة في العبارات الآتية :
كُتَّابُ الْمُلُوكِ عَيْبَتُهُمْ المَصْونَةُ عِنْدَهُمْ ، وَآذَنُهُمُ الْوَاعِيَةُ ، وَأَلْسِنَتُهُمُ الشَّاهِدَةُ ، الشَّجَاعَةُ غَرِيزَةٌ يَضَعُهَا الله ، لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، الشُّكْرُ شُكْرَانِ : بِإِظْهَارِ النِّعْمَةِ ، وَبِالتَّحَدُّثِ بِالِّلسَانِ ، وَأَوَّلُهُمَا أَبْلَغُ مِنْ ثَانيِهِما ، المُتَّقُونَ هُمُ الَّذيِنَ يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَومِ الآخِر .
أسئلة
في كم موضع تكون النون علامة علي رفع الكلمة ؟ بماذا يبدأُ الفعل المضارع المسند إلي ألف الاثنين ؟ وعلي أي شيءٍ تدل الحروف المبدوء بها ؟ بماذا يُبْدَأُ الفعل المضارع المسند للواو أو الياء ؟ مَثِّل بمثالين لكل من الفعل المضارع المسند إلي الألف وإلي الواو وإلي الياء . ما هي الأفعال الخمسة ؟
علامات النصب
قال : ولِلنَّصبِ خَمْسُ عَلاَمَاتٍ الْفَتْحَةُ ، وَالأَلِفُ ، وَالكَسْرَةُ ، وَاليَاءُ ، وَحَذْفُ النُّونِ .
وأقول : يمكنك أن تحكم علي الكلمة بأنها منصوبةٌ إذا وجدَتَ في آخرها علامة من خمس علاماتٍ : واحدة منها أصلية ، وهي الفتحة ، وأربع فروع عنها ، وهي : الألف ، والكسرة ، والياء ، وحَذْفُ النون .
الفتحة ومواضعها
قال : فَاَمَّا الفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلنَّصْبِ في ثَلاُثَةِ مَوَاضِعَ : فِي الاِسْمِ الْمُفْرَدِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عِلَيْهِ نَاصِبٌ ، وَلَمْ يَتَّصِلُ بِآخِرِهِ شَيْءٌ .
وأقول تكون الفتحة علامة علي أن الكلمة منصوبة في ثلاثة مواضع ، الموضع الأوَّل : الاسم المفرد ، والموضع الثاني ، جمع التكسير ، والموضع الثالث : الفعل المضارع الذي سَبَقَهُ ناصب ، ولم يتصل بآخره ألفُ اثنين ، ولا واو جماعة ، ولا ياء مخاطبة ، ولا نون توكيد ، ولا نون نسوة .
أما الاسم المفرد فقد سبق تعريفه ، والفتحة تكون ظاهرة علي آخره في نحو" لقيتُ عَلِيًّ " ونحو " قَابَلْتُ هِنْداً " فَعليًّ ، وهنداً : اسمان مفردان ، وهما منصوبان لأنهما مفعولان ، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة ، والأول مذكر والثاني مؤنث ، وتكونُ الفتحةُ مُقَدَّرَةً نحو : لَقِيتُ الْفَتي " ونحو " حَدَّثْتُ لَيْلَي " فالفَتي وَلَيْلَي : اسمان مفردان منصوبان ؛ لكون كلِّ منهما واقع مفعولاً به ، وعلامة نصبهما فتحة مقدره علي الألف منع ظهورها التعذر ، والأول مذكر والثاني مؤنث .
وأما جمع التكسير فقد سبق تعريفه أيضاً ، والفتحة قد تكون ظاهرة علي آخره ، نحو " صَاحَبْتُ الرِّجَالَ " ونحو " رَعَيْتُ الْهُنُودَ " : فالرجال والهنود جَمْعَا تكسير منصوبان ، لكونهما مفعولين ، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة ، والأول مذكر ، والثاني مُؤَنث ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو قوله تعالي :{ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى } ونحو قوله تعالي :{ أَنْكِحُوا
الأيَامَي } فَسُكَارَى و الأيَامَى : جَمْعَا تكسير منصوبان؛ لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة علي الألف منع من ظهورها التعذر .
وأما الفعل المضارع المذكور فنحو قوله تعالي { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ } فنبرح فعل مضارع منصوب بلَنْ ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو " يَسُرُّنِي أن تَسْعَي إلي المَجْدِ " فتسعي : فعل مضارع منصوب بأنْ ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة علي الألف منع من ظهورها التعذر .
فإن اتصل بآخر الفعل المضارع ألف اثنين ، نحو " لَنْ يَضْرِبَا " أو واو جماعة نحو " لَنْ تَضْرِبُوا " أو ياء مُخَاطَبة ، نحو " لَنْ تَضْرِبِي " لم يكن نصبه بالفتحة ، فكُلٌّ من " تَضْرِبَا " و " تَضْرِبُوا " و " تَضْرِبِي " منصوب بلَنْ ، وعلامة نصبه حذف النون ، والألف أو الواو أو الياء فاعل مبني علي السكُون في محل رفع ، وستعرف توضيح ذلك فيما يأتي .
وإن اتصل بآخره نون توكيد ثقيلة ، نحو " والله لَن تَذْهَبَنّ " أو خفيفة " والله لَنْ تَذْهَبَنْ " فهو مبني علي الفتح في محل نصب .
وإن اتصل بآخره نون النسوة ، نحو " لَنْ تُدرِكْنَ المَجْدَ إلاَّ بالْعَفَافِ " فهو حينئذ مبني علي السكون في محل نصب .
تمرينات
1ـ استعمل الكَلِمَات الآتية في جمل مفيدة بحيث تكون منصوبة :
الحقل ، الزهرة ، الطلاب ، الأكرة ، الحديقة ، النهر ، الكتاب ، البستان ، القلم ، الفرس ، الغلمان ، العَذَارَى ، العصا ، الهُدَى ، يشرب ، يَرضى ، يَرٍتَجي ، تسافر .
2ـ ضع في مكان من الأمكنة الخالية في العبارات الآتية اسْماً مُنَاسباً منصوباً بالفتحة الظاهرة ، واضبطه بالشكل :
(أ) إنَّ ... يَعْطِفون علي أبنائهم . (ز) الْزمْ ...فإن الهذرَ عَيْبٌ .
(ب) أَطع ... لأنه يهذبك ويثقفك . (ح) احْفَظْ... عن التكلم في الناس .
(ج) احْتَرِمْ ... لأنها رَبَّتْكَ . (ط) إن الرَّجُلَ... هو الذي يؤدي واجبه.
(د) ذَاكِر ... قَبْلَ أَنْ تَحْضُرَهَا . (ى) مَنْ أَطَاعَ ... أَوْرَدَهُ المهالك .
(ه)أَدِّ ... فَإنَّكَ بهذا تَخْدُمُ وَطَنَكَ . (ك) اعْمَلْ... وَلَو في غَيْرِ أَهْلِهِ .
(و) كُنْ... فإنّ الْجُبنَ لاَ يُؤخّر الأَجل (ل) أَحْسِنْ ... يَرْضَ عَنْكَ الله .
قال : ولِلنَّصبِ خَمْسُ عَلاَمَاتٍ الْفَتْحَةُ ، وَالأَلِفُ ، وَالكَسْرَةُ ، وَاليَاءُ ، وَحَذْفُ النُّونِ .
وأقول : يمكنك أن تحكم علي الكلمة بأنها منصوبةٌ إذا وجدَتَ في آخرها علامة من خمس علاماتٍ : واحدة منها أصلية ، وهي الفتحة ، وأربع فروع عنها ، وهي : الألف ، والكسرة ، والياء ، وحَذْفُ النون .
الفتحة ومواضعها
قال : فَاَمَّا الفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلنَّصْبِ في ثَلاُثَةِ مَوَاضِعَ : فِي الاِسْمِ الْمُفْرَدِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عِلَيْهِ نَاصِبٌ ، وَلَمْ يَتَّصِلُ بِآخِرِهِ شَيْءٌ .
وأقول تكون الفتحة علامة علي أن الكلمة منصوبة في ثلاثة مواضع ، الموضع الأوَّل : الاسم المفرد ، والموضع الثاني ، جمع التكسير ، والموضع الثالث : الفعل المضارع الذي سَبَقَهُ ناصب ، ولم يتصل بآخره ألفُ اثنين ، ولا واو جماعة ، ولا ياء مخاطبة ، ولا نون توكيد ، ولا نون نسوة .
أما الاسم المفرد فقد سبق تعريفه ، والفتحة تكون ظاهرة علي آخره في نحو" لقيتُ عَلِيًّ " ونحو " قَابَلْتُ هِنْداً " فَعليًّ ، وهنداً : اسمان مفردان ، وهما منصوبان لأنهما مفعولان ، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة ، والأول مذكر والثاني مؤنث ، وتكونُ الفتحةُ مُقَدَّرَةً نحو : لَقِيتُ الْفَتي " ونحو " حَدَّثْتُ لَيْلَي " فالفَتي وَلَيْلَي : اسمان مفردان منصوبان ؛ لكون كلِّ منهما واقع مفعولاً به ، وعلامة نصبهما فتحة مقدره علي الألف منع ظهورها التعذر ، والأول مذكر والثاني مؤنث .
وأما جمع التكسير فقد سبق تعريفه أيضاً ، والفتحة قد تكون ظاهرة علي آخره ، نحو " صَاحَبْتُ الرِّجَالَ " ونحو " رَعَيْتُ الْهُنُودَ " : فالرجال والهنود جَمْعَا تكسير منصوبان ، لكونهما مفعولين ، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة ، والأول مذكر ، والثاني مُؤَنث ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو قوله تعالي :{ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى } ونحو قوله تعالي :{ أَنْكِحُوا
الأيَامَي } فَسُكَارَى و الأيَامَى : جَمْعَا تكسير منصوبان؛ لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة علي الألف منع من ظهورها التعذر .
وأما الفعل المضارع المذكور فنحو قوله تعالي { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ } فنبرح فعل مضارع منصوب بلَنْ ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو " يَسُرُّنِي أن تَسْعَي إلي المَجْدِ " فتسعي : فعل مضارع منصوب بأنْ ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة علي الألف منع من ظهورها التعذر .
فإن اتصل بآخر الفعل المضارع ألف اثنين ، نحو " لَنْ يَضْرِبَا " أو واو جماعة نحو " لَنْ تَضْرِبُوا " أو ياء مُخَاطَبة ، نحو " لَنْ تَضْرِبِي " لم يكن نصبه بالفتحة ، فكُلٌّ من " تَضْرِبَا " و " تَضْرِبُوا " و " تَضْرِبِي " منصوب بلَنْ ، وعلامة نصبه حذف النون ، والألف أو الواو أو الياء فاعل مبني علي السكُون في محل رفع ، وستعرف توضيح ذلك فيما يأتي .
وإن اتصل بآخره نون توكيد ثقيلة ، نحو " والله لَن تَذْهَبَنّ " أو خفيفة " والله لَنْ تَذْهَبَنْ " فهو مبني علي الفتح في محل نصب .
وإن اتصل بآخره نون النسوة ، نحو " لَنْ تُدرِكْنَ المَجْدَ إلاَّ بالْعَفَافِ " فهو حينئذ مبني علي السكون في محل نصب .
تمرينات
1ـ استعمل الكَلِمَات الآتية في جمل مفيدة بحيث تكون منصوبة :
الحقل ، الزهرة ، الطلاب ، الأكرة ، الحديقة ، النهر ، الكتاب ، البستان ، القلم ، الفرس ، الغلمان ، العَذَارَى ، العصا ، الهُدَى ، يشرب ، يَرضى ، يَرٍتَجي ، تسافر .
2ـ ضع في مكان من الأمكنة الخالية في العبارات الآتية اسْماً مُنَاسباً منصوباً بالفتحة الظاهرة ، واضبطه بالشكل :
(أ) إنَّ ... يَعْطِفون علي أبنائهم . (ز) الْزمْ ...فإن الهذرَ عَيْبٌ .
(ب) أَطع ... لأنه يهذبك ويثقفك . (ح) احْفَظْ... عن التكلم في الناس .
(ج) احْتَرِمْ ... لأنها رَبَّتْكَ . (ط) إن الرَّجُلَ... هو الذي يؤدي واجبه.
(د) ذَاكِر ... قَبْلَ أَنْ تَحْضُرَهَا . (ى) مَنْ أَطَاعَ ... أَوْرَدَهُ المهالك .
(ه)أَدِّ ... فَإنَّكَ بهذا تَخْدُمُ وَطَنَكَ . (ك) اعْمَلْ... وَلَو في غَيْرِ أَهْلِهِ .
(و) كُنْ... فإنّ الْجُبنَ لاَ يُؤخّر الأَجل (ل) أَحْسِنْ ... يَرْضَ عَنْكَ الله .
أسئلة
في كم موضع تكون الفتحة علامة علي النصب ؟ مثّل للاسم المفرد المنصوب بأربعة أمثلة : أحدها للاسم المفرد المنصوب بالفتحة الظاهرة ، وثانيها للاسم المفرد المنصوب بفتحة مقدرة ، وثالثها للاسم المفرد المؤنث المنصوب بالفتحة الظاهرة ، ورابعها للاسم المفرد المؤنث المنصوب بالفتحة المقدرة. مَثِّل لجمع التكسير المنصوب بأربعة أمثلة مختلفة،متي يُنْصَبُ الفعل المضارع بالفتحة ؟ مثّل للفعل المضارع المنصوب بمثالين مختلفين . بماذا يُنْصبُ الفعل المضارع الذي اتصل به ألف اثنين ؟ إذا اتصل بآخر الفعل المضارع المسبوق بناصب نُونُ توكيد فما حكمه ؟ مثّل للفعل المضارع الذي اتصل بآخره نون النسوة و سَبَقَه ناصِبٌ مع بيان حكمه .
نيابة الألف عن الفتحة
قال : وَأَمَّا الألِفُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَّصْبِ في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، نَحُوَ " رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ " وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ .
وأقول : قد عرفْتَ فيما سبق الأسماء الخمسةَ ، و شَرْطَ إعرابها بالواو رفعاً والألف نصباً والياء جَرًّا ، والآن نخبرك بأن العلامة الدالة علي أن إحدى الكلمات منصوبة ٌ وجودُ الألف في آخرها ، نحو " احْتَرِمْ أَبَاكَ " و " انْصُرْ أَخَاكَ " و"زُورِي حَمَاكِ " و "نَظِّفْ فَاكَ " و "لاَ تَحْتَرِمْ ذَا الْمَالِ لِمَالِه " فَكُل من " أباكَ ، وأخاك ، وحماك ، وفاك ، وذا الْمَال " في هذه الأمثلة ونحوها منصوبٌ ؛ لأنَّه وقع فيها مفعولاً به ، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ، وكل منها مضاف ، وما بعدُه من الكاف ، و " الْمَال" مضاف إليه
وليس للألفِ موضع تنوب فيه عن الفتحة سوي هذا الموضع .
قال : وَأَمَّا الألِفُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَّصْبِ في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، نَحُوَ " رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ " وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ .
وأقول : قد عرفْتَ فيما سبق الأسماء الخمسةَ ، و شَرْطَ إعرابها بالواو رفعاً والألف نصباً والياء جَرًّا ، والآن نخبرك بأن العلامة الدالة علي أن إحدى الكلمات منصوبة ٌ وجودُ الألف في آخرها ، نحو " احْتَرِمْ أَبَاكَ " و " انْصُرْ أَخَاكَ " و"زُورِي حَمَاكِ " و "نَظِّفْ فَاكَ " و "لاَ تَحْتَرِمْ ذَا الْمَالِ لِمَالِه " فَكُل من " أباكَ ، وأخاك ، وحماك ، وفاك ، وذا الْمَال " في هذه الأمثلة ونحوها منصوبٌ ؛ لأنَّه وقع فيها مفعولاً به ، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ، وكل منها مضاف ، وما بعدُه من الكاف ، و " الْمَال" مضاف إليه
وليس للألفِ موضع تنوب فيه عن الفتحة سوي هذا الموضع .
أسئلة
نيابة الكسرة عن الفتحة
قال : وَأَمَّا الْكّسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في جَمْعِ المُؤَنَثِ السَّالِمِ .
وأقول : قد عرفت فيما سبق جَمْعَ الْمُؤَنَّثِ السالم ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تستدلَّ علي نصب هذا الجمع بوجود الكَسْرَة في آخره ، وذلك نحو قولك " إِنَّ الْفَتَيَاتِ الْمُهَذَّبَاتِ يُدْرِكْنَ الْمَجْدَ " فكُلٌّ من " الفتيات " و " المهذبات " جمعُ مؤنثٍ سالمٌ ، وهما منصوبان ؛ لكون الأول اسْما لأِنّ ، ولكون الثاني نعتاً للمنصوب ، وعلامة نصبهما الكَسْرَة نيابة عن الفتحة.
وليس للكَسرة موضع تنوب فيه تنوب فيه عن الفتحة سوي هذا الموضع .
تمرينات
1ـ اجمع المفردات الآتَيةَ جمعَ مؤنثٍ سالماً وهي :
العاقلة ، فاطمة ، سُعْدَي ، المُدرِّسَة ، المهذَّبة ، الْحمَّام ، ذكري .
2ـ ضع كل واحد من جموع التأنيث الآتية في جملة مفيدة ، بشرط أن يكون في موضع نصبٍ ، واضبطه بالشكل ، وهي :
العاقلات ، الفاطمات ، سُعْدَيات ، المُدَرِّسَاتُ ، اللهَوَات ، الْحَمَّامَات ، ذِكْرَيَات .
3ـ الكَلِمَات الآتية مُثَنَّيَات ، فَرُدَّ كلَّ واحدة منها إلي مفردها ، ثم اجمع هذا المفرد جمع مؤنث سالماً ، واستعمل كل واحد منها في جملة مفيدة ، وهي:
الزينبان ، الْحبْلَيَان ، الكاتبتان ، الرسالتان ، الحمراوان .
قال : وَأَمَّا الْكّسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في جَمْعِ المُؤَنَثِ السَّالِمِ .
وأقول : قد عرفت فيما سبق جَمْعَ الْمُؤَنَّثِ السالم ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تستدلَّ علي نصب هذا الجمع بوجود الكَسْرَة في آخره ، وذلك نحو قولك " إِنَّ الْفَتَيَاتِ الْمُهَذَّبَاتِ يُدْرِكْنَ الْمَجْدَ " فكُلٌّ من " الفتيات " و " المهذبات " جمعُ مؤنثٍ سالمٌ ، وهما منصوبان ؛ لكون الأول اسْما لأِنّ ، ولكون الثاني نعتاً للمنصوب ، وعلامة نصبهما الكَسْرَة نيابة عن الفتحة.
وليس للكَسرة موضع تنوب فيه تنوب فيه عن الفتحة سوي هذا الموضع .
تمرينات
1ـ اجمع المفردات الآتَيةَ جمعَ مؤنثٍ سالماً وهي :
العاقلة ، فاطمة ، سُعْدَي ، المُدرِّسَة ، المهذَّبة ، الْحمَّام ، ذكري .
2ـ ضع كل واحد من جموع التأنيث الآتية في جملة مفيدة ، بشرط أن يكون في موضع نصبٍ ، واضبطه بالشكل ، وهي :
العاقلات ، الفاطمات ، سُعْدَيات ، المُدَرِّسَاتُ ، اللهَوَات ، الْحَمَّامَات ، ذِكْرَيَات .
3ـ الكَلِمَات الآتية مُثَنَّيَات ، فَرُدَّ كلَّ واحدة منها إلي مفردها ، ثم اجمع هذا المفرد جمع مؤنث سالماً ، واستعمل كل واحد منها في جملة مفيدة ، وهي:
الزينبان ، الْحبْلَيَان ، الكاتبتان ، الرسالتان ، الحمراوان .
نيابة الياء عن الفتحة
قال : وَأمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في التَّثْنِيَةِ وَ الْجَمْعِ .
وأقول قد عرفْتَ المثني فيما مضي ، وكذلك قد عرفتَ جمع المذكر السالم و الآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نصْبَ الواحد منهما بوجود الياء في آخره ، والفرق بينهما أن الياء في المثني يكُونُ ما قبلها مفتوحاً وما بعدها مَكْسُوراً ، والياء في جمع المذكر يكون ما قبلها مكْسُوراً وما بعدها مفتوحاً .
فمثال المثني " نَظَرْتُ عُصْفُورَيْنِ فوق الشجرة " ونحو " اشتري أبي كِتَابَيْنِ أحدهما لي والآخر لأخي " فكلٌ من " عصفورين " و "كتابين " منصوب لكونه مفعولاً به ، وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، لأنه مثني ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
ومثال جمع المذكر السالم " إن الْمُتَّقِينَ لَيكْسِبُونَ رِضَا رَبِّهِمْ " ، ونحو : " نَصَحْتُ المجتهدِينَ بالانْكِبَابِ عَلَي المُذَاكرةِ " فكُلٌّ من " المتّقين " و " المجتهدين " منصوب ؛ لكونه مفعولا ًبه، وعلامة نصبه الياءُ المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسْمِ المفرد .
تمرينات
1ـ الكلمات الآتية مفردة فَثَنها كلها ، واجمع منها ما يصح أن يُجْمع جمعَ مذكر سالماً ، وهي :
محمد ، فاطمة ، بكر، السبع ، الكاتب ، النَّمِر ، القاضي ، المُصْطَفي .
2ـ استعمل كل مثني من المثنيَات الآتية في جملة مفيدة بحيث يكون منصوباً ، واضبطه بالشكل الكامل ، وهي :
المحمدان ، الفاطمتان ، البَكرَانِ ، السَّبُعَان ، الكاتِبَان ، النَّمِرَانِ ، القاضِيَانِ ، المُصْطَفَيَانِ .
استعمل كل واحد من الجموع الآتية في جملة مفيدة بحيث يكون منصوباً واضبطه بالشكل الكامل ، وهي :
الراشدون ، الْمفْتُونَ ، العاقلون ، الكاتبون ، المُصْطفَون .
قال : وَأمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في التَّثْنِيَةِ وَ الْجَمْعِ .
وأقول قد عرفْتَ المثني فيما مضي ، وكذلك قد عرفتَ جمع المذكر السالم و الآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نصْبَ الواحد منهما بوجود الياء في آخره ، والفرق بينهما أن الياء في المثني يكُونُ ما قبلها مفتوحاً وما بعدها مَكْسُوراً ، والياء في جمع المذكر يكون ما قبلها مكْسُوراً وما بعدها مفتوحاً .
فمثال المثني " نَظَرْتُ عُصْفُورَيْنِ فوق الشجرة " ونحو " اشتري أبي كِتَابَيْنِ أحدهما لي والآخر لأخي " فكلٌ من " عصفورين " و "كتابين " منصوب لكونه مفعولاً به ، وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، لأنه مثني ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
ومثال جمع المذكر السالم " إن الْمُتَّقِينَ لَيكْسِبُونَ رِضَا رَبِّهِمْ " ، ونحو : " نَصَحْتُ المجتهدِينَ بالانْكِبَابِ عَلَي المُذَاكرةِ " فكُلٌّ من " المتّقين " و " المجتهدين " منصوب ؛ لكونه مفعولا ًبه، وعلامة نصبه الياءُ المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسْمِ المفرد .
تمرينات
1ـ الكلمات الآتية مفردة فَثَنها كلها ، واجمع منها ما يصح أن يُجْمع جمعَ مذكر سالماً ، وهي :
محمد ، فاطمة ، بكر، السبع ، الكاتب ، النَّمِر ، القاضي ، المُصْطَفي .
2ـ استعمل كل مثني من المثنيَات الآتية في جملة مفيدة بحيث يكون منصوباً ، واضبطه بالشكل الكامل ، وهي :
المحمدان ، الفاطمتان ، البَكرَانِ ، السَّبُعَان ، الكاتِبَان ، النَّمِرَانِ ، القاضِيَانِ ، المُصْطَفَيَانِ .
استعمل كل واحد من الجموع الآتية في جملة مفيدة بحيث يكون منصوباً واضبطه بالشكل الكامل ، وهي :
الراشدون ، الْمفْتُونَ ، العاقلون ، الكاتبون ، المُصْطفَون .
نيابة حذف النون عن الفتحة
قال : وَأمَّا حَذْفُ النُّونِ فَيَكُون عَلاَمةً لِلنَّصْبِ في الأفْعَالِ الْخَمْسَةِ التي رَفْعُهَا بثَبَاتِ النُّونِ .
وأقول : قد عرفت مما سبق ما هي الأفعال الخمسة ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نَصْبَ كل واحد منهما إذا وجدت النون التي تكون علامةَ الرَّفْعِ مَحْذوُفَة ، ومثالها في حالة النصب قولُكَ : " يسرني أن تَحْفَظُوا درُوسَكُمْ " . ونحو : " يُؤلِمُني مِنَ الْكَسَالَى أن يُهْمِلُوا في وَاجِبَاتِهِمْ " ، فكلٌّ من " تحفظوا " و" يهملوا " فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ ، وعلامة نصبه حذف النون ،و واو الجماعة فاعل مبني علي السكون في محل رفع .
وكذلك المتصل بألف الاثْنين ، نحو " يَسُرُّني أنْ تَنَالاَ رَغَبَاتِكُمَا " والمتصل بياء المخاطبة ، نحو : " يُؤْلِمُنِي أَنْ تُفَرِّطِي في وَاجِبِكِ " ، وقد عَرَفْتَ كيف تُعْرِبُهُما .
تمرينات
1ـ استعمل الكلمات الآتية مرفوعة مرة ، ومنصوبة مرة أخري ، في جمل مفيدة ، واضبطها بالشكل :
الكتاب ، القرطاس ، القلَم ، الدَّوَاة ، النَّمِر ، النهر ، الفيل ، الحديقة ، الجمل ، االبساتين ، المغانم ، الآداب ، يظهر ، الصداقات ، العفيفات ، الوالدات ، الإِخوان ، الأساتذة ، المعلمون ، الآباءُ ، أخوك ، العَلم ، المروءة ، الصديقان ، أبوك ، الأصدقاء ، المؤمنون ، الزُّرَّاع ، المُتَّقُون ، تقومان ، يلعبان .
قال : وَأمَّا حَذْفُ النُّونِ فَيَكُون عَلاَمةً لِلنَّصْبِ في الأفْعَالِ الْخَمْسَةِ التي رَفْعُهَا بثَبَاتِ النُّونِ .
وأقول : قد عرفت مما سبق ما هي الأفعال الخمسة ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نَصْبَ كل واحد منهما إذا وجدت النون التي تكون علامةَ الرَّفْعِ مَحْذوُفَة ، ومثالها في حالة النصب قولُكَ : " يسرني أن تَحْفَظُوا درُوسَكُمْ " . ونحو : " يُؤلِمُني مِنَ الْكَسَالَى أن يُهْمِلُوا في وَاجِبَاتِهِمْ " ، فكلٌّ من " تحفظوا " و" يهملوا " فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ ، وعلامة نصبه حذف النون ،و واو الجماعة فاعل مبني علي السكون في محل رفع .
وكذلك المتصل بألف الاثْنين ، نحو " يَسُرُّني أنْ تَنَالاَ رَغَبَاتِكُمَا " والمتصل بياء المخاطبة ، نحو : " يُؤْلِمُنِي أَنْ تُفَرِّطِي في وَاجِبِكِ " ، وقد عَرَفْتَ كيف تُعْرِبُهُما .
تمرينات
1ـ استعمل الكلمات الآتية مرفوعة مرة ، ومنصوبة مرة أخري ، في جمل مفيدة ، واضبطها بالشكل :
الكتاب ، القرطاس ، القلَم ، الدَّوَاة ، النَّمِر ، النهر ، الفيل ، الحديقة ، الجمل ، االبساتين ، المغانم ، الآداب ، يظهر ، الصداقات ، العفيفات ، الوالدات ، الإِخوان ، الأساتذة ، المعلمون ، الآباءُ ، أخوك ، العَلم ، المروءة ، الصديقان ، أبوك ، الأصدقاء ، المؤمنون ، الزُّرَّاع ، المُتَّقُون ، تقومان ، يلعبان .
أسئلة
متي تكون الكسرة علامة للنصب ؟ متي تكون الياءُ علامة للنصب ؟ في كم موضع يكون حذف النون علامةً للنصب ؟ مثّل لجمع المؤنث المنصوب بمثالين وأعرب واحداً منهما ، مثّل للأفعال الخمسة المنصوبة بثلاثة أمثلة وأعرب واحداً منها ، مثّل لجمع المذكر السالم المنصوب بمثالين ، مثّل لجمع المذكر السالم المرفوع بمثالين ، مثّل للمثني المنصوب بمثالين ، مثّل للمثني المرفوع بمثالين ، مثّل للأفعال الخمسة المرفوعة بمثالين .
قال : وَلِلْخَفْضِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ : الْكَسْرَةُ ، وَالْيَاءُ ، وَالْفَتْحَة .
وأقول يمكنك أن تعرف الكلمة مخفوضةٌ إذا وجدت فيها واحداً من ثلاثة أشياء : الأول الكسرة ، وهي الأصل في الخفض ، والثاني الياء ، والثالث
الفتحة ، وهما فَرْعَانِ عن الكسرة ؛ ولكل واحد من هذه الأشياء الثلاثة مَوَاضع يكون فيها ، سنذكر لك مواضعها تفصيلاً فيما يلي .
الكسرة ومواضعها
قال : فأَمَّا الْكَسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الاسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ المُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ المُؤَنْثِ السَّالِم .
وأقول: للكسرة ثلاثة مواضع تكون في كل واحِدٍ منها علامةً علي أن الاسم مخفوض .
الموضع الأول : الاسم المفرد المنصرف ، وقد عرفت معني كونه مفرداً ، ومعني كونه منصرفاً : أن الصرف يلحق آخِرَه ، والصَّرْفُ : هو التَّنْوين ، نحو " سَعَيْتُ إلي مُحَمَّدٍ " ونحو " رَضِيتُ عَنْ عَلِيٍّ " ونحو " اسْتَفَدْتُ مِنْ مُعَاشَرَةِ خَالِدٍ " ونحو " أَعْجَبَنِي خُلُقُ بَكْرٍ " فكل من " محمد " و "علي " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة ، وكل من "خالد ، وبكر" مخفوض لإِضافة ما قبله إليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، ومحمد وعلي وخالد وبكر: أسماء مفردة، وهي منصرفة ، لِلُحُوقِ التنوين لها .
والموضع الثاني : جمع التكسير المنصرف ، وقد عرفت مما سَبَقَ معني جمع التكسير ، وعرفت في الموضع الأول هنا معني كونه منصرفاً ، وذلك نحو "مَرَرْتُ بِرِجَالٍ كِرَامٍ " ونحو " رَضِيتُ عَنْ أصْحَابٍ لَنَا شُجْعَانٍ " فكل من " رجال و أصحاب " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة ، وكل من " كرام ، وشُجعَان " مخفوض لأنه نعت للمخفوض ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، ورجال وأصحاب وكرام وشُجْعَان : جموعُ تكسير ، وهي منصرفة ؛ للحوق التنوين لها .
والموضع الثالث : جمع المؤنث السالم ، وقد عرفت فيما سبق معني جمع المؤنث السالم ، وذلك نحو " نَظَرْتُ إلي فَتَيَاتٍ مُؤَدَّبَاتٍ " ، ونحو "رَضِيتُ عن مُسْلِمَاتٍ قَانِتَاتٍ " فكل من " فَتَياتٍ ، وَمسلمات " مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة . وكل من "مؤدَّبات ، وقانتات " مخفوض ؛ لأنه تابع للمخفوض ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، وكل من : فتيات ، ومسلمات ، ومؤدبات ، وقانتات : جمع مؤنث سالم .
وأقول يمكنك أن تعرف الكلمة مخفوضةٌ إذا وجدت فيها واحداً من ثلاثة أشياء : الأول الكسرة ، وهي الأصل في الخفض ، والثاني الياء ، والثالث
الفتحة ، وهما فَرْعَانِ عن الكسرة ؛ ولكل واحد من هذه الأشياء الثلاثة مَوَاضع يكون فيها ، سنذكر لك مواضعها تفصيلاً فيما يلي .
الكسرة ومواضعها
قال : فأَمَّا الْكَسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الاسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ المُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ المُؤَنْثِ السَّالِم .
وأقول: للكسرة ثلاثة مواضع تكون في كل واحِدٍ منها علامةً علي أن الاسم مخفوض .
الموضع الأول : الاسم المفرد المنصرف ، وقد عرفت معني كونه مفرداً ، ومعني كونه منصرفاً : أن الصرف يلحق آخِرَه ، والصَّرْفُ : هو التَّنْوين ، نحو " سَعَيْتُ إلي مُحَمَّدٍ " ونحو " رَضِيتُ عَنْ عَلِيٍّ " ونحو " اسْتَفَدْتُ مِنْ مُعَاشَرَةِ خَالِدٍ " ونحو " أَعْجَبَنِي خُلُقُ بَكْرٍ " فكل من " محمد " و "علي " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة ، وكل من "خالد ، وبكر" مخفوض لإِضافة ما قبله إليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، ومحمد وعلي وخالد وبكر: أسماء مفردة، وهي منصرفة ، لِلُحُوقِ التنوين لها .
والموضع الثاني : جمع التكسير المنصرف ، وقد عرفت مما سَبَقَ معني جمع التكسير ، وعرفت في الموضع الأول هنا معني كونه منصرفاً ، وذلك نحو "مَرَرْتُ بِرِجَالٍ كِرَامٍ " ونحو " رَضِيتُ عَنْ أصْحَابٍ لَنَا شُجْعَانٍ " فكل من " رجال و أصحاب " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة ، وكل من " كرام ، وشُجعَان " مخفوض لأنه نعت للمخفوض ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، ورجال وأصحاب وكرام وشُجْعَان : جموعُ تكسير ، وهي منصرفة ؛ للحوق التنوين لها .
والموضع الثالث : جمع المؤنث السالم ، وقد عرفت فيما سبق معني جمع المؤنث السالم ، وذلك نحو " نَظَرْتُ إلي فَتَيَاتٍ مُؤَدَّبَاتٍ " ، ونحو "رَضِيتُ عن مُسْلِمَاتٍ قَانِتَاتٍ " فكل من " فَتَياتٍ ، وَمسلمات " مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة . وكل من "مؤدَّبات ، وقانتات " مخفوض ؛ لأنه تابع للمخفوض ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، وكل من : فتيات ، ومسلمات ، ومؤدبات ، وقانتات : جمع مؤنث سالم .
أسئلة
ما هي المواضع التي تكون الكسرة فيها علامة علي خفض الاسم ؟ ما معني كون الاسم مفرداً منصرفاً ؟ ما معني كونه جمع تكسير منصرفا ؟ مثّل للاسم المفرد المنصرف المجرور بأربعة أمثلة ، وكذلك لجمع التكثير المنصرف المجرور ، مثّل لجمع المؤنث السالم المجرور بمثالين .
نيابة الكسرة عن الياء
قال : وَأَمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، وَفي التَّثْنِيّةِ ، وَالْجَمْعِ .
وأقول : للياء ثلاثةُ مواضعَ تكون في كل واحدٍ منها دالة علي أنَّ الاسم مخفوض .
الموضع الأول : الأسماء الخمسة ، وقد عرفتها ، وعرفت شروطَ إعرابها مما سبق ، وذلك نحو "سَلِّمْ عَلَي أّبِيكَ صَبَاحَ كلِّ يَوْمٍ " ونحو " لا َتَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَي صَوْتِ أخِيكَ الأكْبرِ " ونحو " لاَ تَكُن مُحِبًّا لذي المال إلاَّ أن يكون مُؤدَّباً فكل من" أبيك ، وأخيك ، وذي المال " مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الياءُ ، والكاف في الأوَّلَيْنِ ضميرُ المخاطَب ، وهي مضافٌ إليه مبني علي الفتح في محل خفض ، وكلمة " المال " في المثال الثالث مضافٌ إليه أيضاً ، مجرور بالكسرة الظاهرة .
الموضع الثاني : المثني ، وذلك نحو " انْظُرْ إلي الْجُنْدِيَّيْنِ " ، ونحو " سَلَّمْ عَلَي الصَّدِيقَيْنِ " فكل من " الجنديين ، والصديقين " مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الياءُ المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، وكل من " الجنديين ، و الصديقين " مُثنَّي ؛ لأنه دال علي اثنين .
الموضع الثالث : جمع المذكر السالم ، نحو " رَضِيتُ عَنِ الْبَكْرينَ " ، ونحو " نَظَرْتُ إلي المُسْلِمِينَ الْخَاشِعِينَ " فكل من " البكرين ، والمسلمين " مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الياءُ المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ، وكل منهما جمع مذكر سالم .
تمرين
1ـ ضَعْ كُلَّ فعل من الأفعال الآتية في جملتين بحيث يكون مرفوعاً في أحدهما ، ومنصوباً في الأخري :
يجري ، يبني ، ينظف ، يركب ، يَمْحُو ، يشرب ، تضيء .
2ـ ضع كلَّ اسمٍ من الأسماء الآتية في ثلاث جمل ، بحيث يكون مرفوعاً في إحداها ومنصوباً في الثانية ومخفوضا في الثالثة ، واضبط ذلك بالشكل :
والدك ، إخوتك ، أسنانك ، الكتاب ، القطار ، الفاكهة ، الأم ، الأصدقاء ، التلميذان ، الرجُلاَنِ ، الجنديُّ ، الفتاة ، أخوك ، صديقك ، الجنديَّان ، الفَتَيَانِ ، التاجر ، الوَرْد ، النيل ، الاستحمام ، النشاط ، المهمِلُ ، المهذبات.
أسئلة
ما هي المواضع التي تكون الياءُ فيها علامة علي خفض الاسم ؟ ما الفَرْقُ بين المثني و جمع المذكر في حالة الخفض ؟ مثّل للمثني المخفوض بثلاثة أمثلة ؟ مثّل لجمع المذكر المخفوض بثلاثة أمثلة أيضاً . مثّل للأسماء الخمسة بثلاثة أمثلة يكون الاسم في كل واحد منها مخفوضاً .
نيابة الفتحة عن الكسرة
قال : وَأَمَّا الْفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلْخفضِ في الاسمِ الذِي لا يَنْصَرِفُ .
وأقول : للفتحة موضع واحد تكون علامة علي خفض الاسم ، وهو الاسم الذي لا ينصرف .
ومعني كونه لا ينصرف : أنه لا يَقْبَلُ الصَّرْفَ ، وهو التنوين ، والاسم الذي لا ينصرف هو : " الذي أشْبَهَ الفعل في وجود علتين فرعيتين : إحداهما ترجع إلي اللفظ ، والأخرى ترجع إلي المعني ، أو وُجدَ فيه علَّة واحدة تقوم مَقَام العِلَّتَينِ " .
و العلل التي توجد في الاسم وتَدُلُّ علي الفرعية وهي راجعة إلي المعني اثنتان لَيْسَ غَيْرُ : الأولي العَلَمِيَّةُ ، والثانية الوَصْفية ، ولابد من وجود واحدة من هاتين العلتين في الاسم الممنوع من الصرف بسبب وجود علتين فيه .
والعلل التي توجد في الاسم وتدل علي الفرعية وتكون راجعة إلي اللفظ في ستُّ عِلَلٍ ، وهي : التأنيث بغير ألف ، والْعُجْمَة ، والتركيب ،وزيادة الألف والنون ، وَوَزنُ الْفِعْلِ ، والعَدْلُ ، ولابد من وجود واحدة من هذه العلل مع وجود العلمية فيه ، وأما مع الوصفية فلا يوجد منها إلا واحدةٌ من ثلاث ، وهي : زيادة الألف والنون ،أ و وزن الفعل أو العدل .
فمثال الْعَلَمِية مع التأنيث بغير ألف : فاطمة ، وزينب ، وحمزة .
ومثالُ العلمية مع العجمة : إدريس ، ويعقوب ، وإبراهيم .
ومثالُ العلمية مع التركيب : مَعْدِيكَرِبُ ، وبَعْلَبَكُّ ، وقَاضِيخَانُ ، وبُزُرْجَمِهْرُ ، ورَامَهُرْمُز .
ومثال العلمية مع زيادة الألف والنون : مَرْوَانُ ، وعُثْمَانُ ، وغَطَفَانُ ، وعَفّانُ ، وسَحْبَانُ ، وسُفْيَانُ ، وعِمْرَانُ ، وَقَحْطَانُ ، وَعَدْنَانُ .
ومثال العلمية مع وزن الفعل : أحْمَد ، وَيَشْكُرُ ، وَيَزيدُ ، وتَغْلِبُ ، وَتَدْمُرُ .
ومثالُ العلمية مع العدل : عُمَرُ ، وَزَفَرُ ، وَقُثَمُ ، وَهُبَلُ ، وَزُحَلُ ، وجُمَحُ ، وَقَزَحُ ، وَمُضَرَ .
ومثالُ الوصفية مع زيادة الألف والنون : رَيَّانُ ، وشَبْعَانُ ، ويَقْظَانُ .
ومثالُ الوصفية مع وزن الفعل : أَكْرَمُ ، وَأَفْضَلُ ، وَأَجْمَلُ . ومثالُ الوصفية مع العدل : مَثْنَي ، وَثُلاَثُ ، وَرُبَاعُ ، وَأُخَرُ .
وأما العلتان اللتان تقوم كل واحدة منهما مقام العلتين فهما : صيغة منتهي الجموع ، ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة .
أما صيغة منتهي الجموع فضابِطُهَا : أن يكون الاِسْمُ جمعَ تكسير، وقد وقع بعد ألف تكثيره حرفان نحو : مَسَاجِدَ ، وَمَنَابِرَ ، وَأَفاضِلَ ، وَأمَاجِدَ ، وَأماثِلَ ، وَحَوَائِض ، وَطَوامِثَ ، أو ثلاثةُ أحْرُف وَسَطُهَا ساكنٌ ، نحو : مَفَاتِيح ، وَعَصَافير ، وقَنَاديل .
وأما ألف التأنيث المقصورة فنحو : حبْلَي ، وَقُصْوَي ، وَدُنْيَا ، وَدَعْوى .
وأما ألف التأنيث الممدودة فنحو : حَمْرَاء ، وَدَعْجَاء ، وَحَسنَاء ، وَبَيْضَاء ، كحْلاَء ، نافِقَاء ، وعُلَمَاء .
فكلُّ ما ذكرناه من هذه الأسماء ، وكذا ما أشبهها ، لا يجوز تنوينُهُ ، ويُخفَضُ ، بالفتحة نيابة عن الكسرة ، نحو : " صَلَّي الله عَلَي إبْرَاهِيمَ خلِيلِه " ونحو : " رَضِيَ الله عَنْ عُمَرَ أمير المؤمنين " : فكل من إبراهيم وعمر : مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضهما الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأن كل واحد منهما اسم لا ينصرف ، والمانع من صرف إبراهيم العلمية والعُجْمَةُ ، والمانع من صرف عُمَرَ : العلمية و العَدْلُ .
وقِسْ علي ذلك الباقي .
ويشترط لخفض الاِسم الذي لا ينصرف بالفتحة : أن يكون خالياً من "أل" وألا يُضافَ إلي اسْم بعده ، فإن اقترن بأل أو أُضيف خُفِضَ بالكسرة ، نحو قوله تعالي { وَأَنْتُمْ عَاكِفُّونَ فِي المَسَاجِدِ } ونحو : " مَرَرْتُ بحسْنَاءِ قُرَيشٍ " .
تمرين
1ـ بيّن الأسباب التي تُوجبُ مَنْعَ الصرف في كل كلمة من الكلمات الآتية :
زَيْنَبُ ، مُضَرُ ، يُوسُفُ ، إبراهيمُ ، أكْرَمُ مِنْ أحْمَدَ ، بَعْلَبَك ، رَيَّان ، مَغَاليق ، حَسَّان ، عَاشُورَاء ، دُنْيَا .
2ـ ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملتين ، بحيث تكون في إحداهما مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة، وفي الثانية مجرورة بالكسرة الظاهرة .
دَعْجاء ، أمَاثِل ، أجْمَلُ ، يقظان .
3ـ ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية اسماً ممنوعاً من الصرف واضبطه بالشكل ، ثم بين السبب في منعه :
(أ) سَافِرْ ... مَعَ أخِيكَ . (ه) هذه الْفَتَاةُ...
(ب) ... خَيْرٌ مِنْ ... (و) ... يَظْهَرُ بَعْدَ المطرِ .
(ج) كانَتْ عِنْدَ ... زَائِرَةٌ مِنْ ... (ز) مَرَرْتُ بِمِسْكِينٍ .. فَتَصَدَّقْتُ عليه.
د)مَسْجِد عَمْرٍو أقْدَمُ مَا بِمِصْرَ (ح) الإِحْسَانُ إلي المسيء ...إلي النّجاةَ)
مِنْ ... (ط) ... نعطف عَلَي الْفُقَرَاء .
قال : وَأَمَّا الْفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلْخفضِ في الاسمِ الذِي لا يَنْصَرِفُ .
وأقول : للفتحة موضع واحد تكون علامة علي خفض الاسم ، وهو الاسم الذي لا ينصرف .
ومعني كونه لا ينصرف : أنه لا يَقْبَلُ الصَّرْفَ ، وهو التنوين ، والاسم الذي لا ينصرف هو : " الذي أشْبَهَ الفعل في وجود علتين فرعيتين : إحداهما ترجع إلي اللفظ ، والأخرى ترجع إلي المعني ، أو وُجدَ فيه علَّة واحدة تقوم مَقَام العِلَّتَينِ " .
و العلل التي توجد في الاسم وتَدُلُّ علي الفرعية وهي راجعة إلي المعني اثنتان لَيْسَ غَيْرُ : الأولي العَلَمِيَّةُ ، والثانية الوَصْفية ، ولابد من وجود واحدة من هاتين العلتين في الاسم الممنوع من الصرف بسبب وجود علتين فيه .
والعلل التي توجد في الاسم وتدل علي الفرعية وتكون راجعة إلي اللفظ في ستُّ عِلَلٍ ، وهي : التأنيث بغير ألف ، والْعُجْمَة ، والتركيب ،وزيادة الألف والنون ، وَوَزنُ الْفِعْلِ ، والعَدْلُ ، ولابد من وجود واحدة من هذه العلل مع وجود العلمية فيه ، وأما مع الوصفية فلا يوجد منها إلا واحدةٌ من ثلاث ، وهي : زيادة الألف والنون ،أ و وزن الفعل أو العدل .
فمثال الْعَلَمِية مع التأنيث بغير ألف : فاطمة ، وزينب ، وحمزة .
ومثالُ العلمية مع العجمة : إدريس ، ويعقوب ، وإبراهيم .
ومثالُ العلمية مع التركيب : مَعْدِيكَرِبُ ، وبَعْلَبَكُّ ، وقَاضِيخَانُ ، وبُزُرْجَمِهْرُ ، ورَامَهُرْمُز .
ومثال العلمية مع زيادة الألف والنون : مَرْوَانُ ، وعُثْمَانُ ، وغَطَفَانُ ، وعَفّانُ ، وسَحْبَانُ ، وسُفْيَانُ ، وعِمْرَانُ ، وَقَحْطَانُ ، وَعَدْنَانُ .
ومثال العلمية مع وزن الفعل : أحْمَد ، وَيَشْكُرُ ، وَيَزيدُ ، وتَغْلِبُ ، وَتَدْمُرُ .
ومثالُ العلمية مع العدل : عُمَرُ ، وَزَفَرُ ، وَقُثَمُ ، وَهُبَلُ ، وَزُحَلُ ، وجُمَحُ ، وَقَزَحُ ، وَمُضَرَ .
ومثالُ الوصفية مع زيادة الألف والنون : رَيَّانُ ، وشَبْعَانُ ، ويَقْظَانُ .
ومثالُ الوصفية مع وزن الفعل : أَكْرَمُ ، وَأَفْضَلُ ، وَأَجْمَلُ . ومثالُ الوصفية مع العدل : مَثْنَي ، وَثُلاَثُ ، وَرُبَاعُ ، وَأُخَرُ .
وأما العلتان اللتان تقوم كل واحدة منهما مقام العلتين فهما : صيغة منتهي الجموع ، ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة .
أما صيغة منتهي الجموع فضابِطُهَا : أن يكون الاِسْمُ جمعَ تكسير، وقد وقع بعد ألف تكثيره حرفان نحو : مَسَاجِدَ ، وَمَنَابِرَ ، وَأَفاضِلَ ، وَأمَاجِدَ ، وَأماثِلَ ، وَحَوَائِض ، وَطَوامِثَ ، أو ثلاثةُ أحْرُف وَسَطُهَا ساكنٌ ، نحو : مَفَاتِيح ، وَعَصَافير ، وقَنَاديل .
وأما ألف التأنيث المقصورة فنحو : حبْلَي ، وَقُصْوَي ، وَدُنْيَا ، وَدَعْوى .
وأما ألف التأنيث الممدودة فنحو : حَمْرَاء ، وَدَعْجَاء ، وَحَسنَاء ، وَبَيْضَاء ، كحْلاَء ، نافِقَاء ، وعُلَمَاء .
فكلُّ ما ذكرناه من هذه الأسماء ، وكذا ما أشبهها ، لا يجوز تنوينُهُ ، ويُخفَضُ ، بالفتحة نيابة عن الكسرة ، نحو : " صَلَّي الله عَلَي إبْرَاهِيمَ خلِيلِه " ونحو : " رَضِيَ الله عَنْ عُمَرَ أمير المؤمنين " : فكل من إبراهيم وعمر : مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضهما الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأن كل واحد منهما اسم لا ينصرف ، والمانع من صرف إبراهيم العلمية والعُجْمَةُ ، والمانع من صرف عُمَرَ : العلمية و العَدْلُ .
وقِسْ علي ذلك الباقي .
ويشترط لخفض الاِسم الذي لا ينصرف بالفتحة : أن يكون خالياً من "أل" وألا يُضافَ إلي اسْم بعده ، فإن اقترن بأل أو أُضيف خُفِضَ بالكسرة ، نحو قوله تعالي { وَأَنْتُمْ عَاكِفُّونَ فِي المَسَاجِدِ } ونحو : " مَرَرْتُ بحسْنَاءِ قُرَيشٍ " .
تمرين
1ـ بيّن الأسباب التي تُوجبُ مَنْعَ الصرف في كل كلمة من الكلمات الآتية :
زَيْنَبُ ، مُضَرُ ، يُوسُفُ ، إبراهيمُ ، أكْرَمُ مِنْ أحْمَدَ ، بَعْلَبَك ، رَيَّان ، مَغَاليق ، حَسَّان ، عَاشُورَاء ، دُنْيَا .
2ـ ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملتين ، بحيث تكون في إحداهما مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة، وفي الثانية مجرورة بالكسرة الظاهرة .
دَعْجاء ، أمَاثِل ، أجْمَلُ ، يقظان .
3ـ ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية اسماً ممنوعاً من الصرف واضبطه بالشكل ، ثم بين السبب في منعه :
(أ) سَافِرْ ... مَعَ أخِيكَ . (ه) هذه الْفَتَاةُ...
(ب) ... خَيْرٌ مِنْ ... (و) ... يَظْهَرُ بَعْدَ المطرِ .
(ج) كانَتْ عِنْدَ ... زَائِرَةٌ مِنْ ... (ز) مَرَرْتُ بِمِسْكِينٍ .. فَتَصَدَّقْتُ عليه.
د)مَسْجِد عَمْرٍو أقْدَمُ مَا بِمِصْرَ (ح) الإِحْسَانُ إلي المسيء ...إلي النّجاةَ)
مِنْ ... (ط) ... نعطف عَلَي الْفُقَرَاء .
أسئلة
ما هي المواضع التي تكون الفتحة فيها علامةً علي خفض الاسم ؟و ما معني كون الاسم لا ينصرف ؟ما هو الاسم الذي لا ينصرف؟ ما هي العلل التي ترجع إلي المعني ؟ ما هي العلل التي ترجع إلي اللفظ ؟ كم عِلَّة من العلل اللفظية توجد مع الوصفية ؟ كم علة من العلل اللفظية توجد مع العلمية ؟ ما هما العلَّتَانِ اللتَانِ تقوم الواحدة منهما مقام علتين ؟ مَثِّلْ لاسم لا ينصرف لوجود العلمية والعدل ، والوصفية والعدل ، والعلمية ، وزيادة الألف والنون ، والوصفية و زيادة الألف والنون ، والعلمية والتأنيث ، والوصفية ووزن الفعل ، والعلمية والعجمة .
قال : وَلِلْجَزْمِ عَلاَمَتَانِ : السُّكُونُ ، وَالْحَذْفُ .
وأقول : يمكنك أن تحكم علي الكلمة بأنها مجزومة إذا وَجَدْتَ فيها واحداً من أمرين ؛ الأول : السكون ، وهو العلامة الأصلية للجزم ، والثاني : الحذف ، وهو العلامة الفرعية ، ولكل واحد من هاتين العلامتين مواضع سنذكرها لك فيما يلي :
موضع السكون
قال : فَأَمَّا السُّكُونُ فَيَكُونُ عَلاَمَةً لِلْجَزْمِ في الْفِعْلِ الْمُضَارِع الصحيح الآخر .
وأقول : للسكون موضع واحد يكون فيه علامةً علي أن الكلمة مجزومةٌ ، وهذا الموضع هو الفعل المضارع الصحيح الآخر ، ومعني كونه صحيح الآخر أن آخره ليس حرفا من حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والواو والياءُ .
ومثال الفعل المضارع الصحيح الآخر " يلْعبُ ، وَيَنْجَحُ ، وَيُسَافِرُ ، وَيَعَدُ ، وَيَسْألُ " فإذا قلت " لَمْ يَلْعَبْ عَلِيٌّ " و " لَمْ يَنْجَحْ بَلِيدٌ " و " لَمْ يُسَافِرْ أخُوكَ " و "لَمْ يَعِدْ إبراهيمُ خَالِداً بشيء " و "لَمْ يَسْألْ بكْرٌ الأُسْتاذ " فكلٌّ من هذِه الأفعال مجزومٌ ، لسبق حرف الجزم الذي هو " لم" عليه ، وعلامة جزمه السكون ، وكل واحدٍ من هذهِ الأفعال فعلٌ مضارع صحيح الآخر .
مواضع الحزف
قال : وأمَّا الْحذفُ فيَكُونُ عَلاَمَةً للجَزمِ في الْفِعْل الْمُضَارع الْمُعْتل الآخِر ، وَفي الأفْعَالِ الْخَمْسةِ التي رفْعُهَا بثبَاتِ النُّونِ .
وأقول : للحذف موضعان يكون في كل واحدٍ منهما دليلاً وعلامة علي جَزْمِ الكلمة .
الموضع الأول :الفعل المضارع المعتلُّ الآخِرِ ، ومعني كونه مُعْتَلَّ الآخر أنَّ آخره حرف من حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والواو والياء ؛ فمثال الفعل المضارع الذي آخره ألف "يَسْعَى ، وَيَرْضَي ، وَيهْوَي ، وَيَنْأَى ، وِيبْقي "[1] ومثال الفعل المضارع الذي آخره واو " يَدْعُو ، وَيرْجُو ، وَيبْلُو ، وَيَسْمُو ، وَيَقْسُو ، وَينْبُو " ومثالُ الفعل المضارع الذي آخره ياءَ " يُعْطِي ، وَيَقْضِي ، وَيَسْتَغْشِي ، وِيُحْيي ، وَيَلْوِي ، وَيَهْدِي "، فإذا قلت : " لم يسْع عليٌّ إلي المجد " فإن "يسع " مجزوم ؛ لسبق حرف الجزم عليه ، وعلامة جزمه حذفُ الألف ، والفتحةُ قبلها دليل عليها ، وهو فعل مضارع معتل الآخر ، وإذا قلت : " لَمْ يدْعُ مُحمَّدٌ إلا إلي الحق " فإن "يَدْع " فعل مضارع مجزومٌ ؛ لسبق حرف الجزم عليه ، وعلامة جزمه حذف الواو ، والضمة قبلها دليل عليها ، وإذا قلت : "لَمْ يُعْطِ مُحمَّدٌ إلا خالداً " فإن "يُعْطِ " فعلٌ مضارع مجزوم لسبق حرف الجزم عليه ، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها ، وقِسْ علي ذلك أخواتها .
الموضع الثاني : الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون ، وقد سبق بيانُها ، ومثالها " يضربان ، وتضربان ، ويضربون ، وتضربون ، وتضربين " تقول " لَمْ يَضْرِبَا ،وَ لِمْ تَضْرِبَا ، وَلَمْ يَضْرِبُوا ، وَلَمْ تَضْرِبُوا ، وِلِمْ تَضْرِبِي "لكل واحد من هذه الأفعال فعل مضارعٌ مجزوم ؛ لسبق حرف الجزم الذي هو " لم " عليه ، وعلامة جزمه حذف النون ، والألف أو الواو أو الياء فاعل ، مبني علي السكون في محل رفع .
تمرينات
1ـ استعمل كل فعل من الأفعال الآتية في ثلاث جمل مفيدة ، بحيث يكون في كل واحدة منها مرفوعاً ، وفي الثانية منصوباً ، وفي الثالثة مجزوماً ، واضْبِطْهُ بالشكل التام في كل جملة :
يَضْرِبُ ، تَنْصُرَانِ ، تُسَافِرِينَ ، يَدْنُو ، تَرْبَحُون ، يَشْتَرِي ، يَبْقَي ، يَسْبِقَانِ.
2ـ ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية فعلاً مضارعاً مناسباً ،ثم بيّن علامَة إعرابه :
(أ) الكسول ... إلي نفسه ووطنه . (ح) إذا أساءك بعض إخوانك فلا..
(ب) لَنْ... المَجْد إلا بالعمل والمثابرة. (ط) يَسُرُّني أن ... إخْوَتَكَ.
(ج) الصديق المخلص.. لفرح صديقه. (ي) إن أديت وَاجبَكَ...
(د)الفتاتان المجتهدتان...أباهُما . (ك) لم ...أبي أمس .
(ه) الطلاب المجدُّون... وطنهم . (ل) أنْتِ يا زينب... واجبك .
(و) أنتم يا أصدقائي... بزيارتكم. (م) إذا زُرْتُمُوني ...
(ز) من عَمِلَ الخِيْرَ فإنُّهُ... (ن) مَهْمَا أَخْفَيْتُمْ...
أسئلة
ما هي علامات الجزم ؟ في كم موضع يكون السكون علامة ًللجزم ؟ في كم موضع يكون الحذفُ علامة علي الجزم ؟ ما هو الفعل الصحيح الآخر؟ مَثِّل للفعل الصحيح الآخرة بعشرة أمثلة ، ما هو الفعل المعتل الآخر ؟ مَثِّل للفعل المعتل الذي آخره ألف بخمسة أمثلة،وكذلك الفعل الذي آخره واو ، مثّل للفعل الذي آخره ياءُ بمثالَيْنِ ، ما هي الأفعال الخمسة ؟ بماذا تجزم الأفعال الخمسة ؟ مثّل للأفعال الخمسة المجزومة بخمسة أمثلة .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أنت تنطق بهذه الأفعال فتجد آخرها في النطق ألفاً ؛ وإنما تكتب الألف ياء لسبب تعرفه في رسم الحروف (الإِملاء) .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أنت تنطق بهذه الأفعال فتجد آخرها في النطق ألفاً ؛ وإنما تكتب الألف ياء لسبب تعرفه في رسم الحروف (الإِملاء) .
المعربات
قال: ( فصل ) المعرباتُ قِسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف .
وأقول: أراد المؤلف ـ رحمه الله ـ بهذا الفصل أن يبين على وجه الإجمال(1) حكم ما سبق تفصيله في مواضع الإعراب، والمواضع التي سبق ذكر أحكامها في الإعراب تفصيلاً ثمانية، وهي: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، والمثنى، وجمع المذكر السالم، والأسماء الخمسة، والفعال الخمسة، وهذه الأنواع التي هي مواضع الإعراب ـ تنقسم إلى قسمين: القسم الأول يعرب بالحركات، والقسم الثاني يعرب بالحروف، وسيأتي بيان كل نوع منها تفصيلاً .
المعرب بالحركات
قال: فالذي يعرب بالحركات أربعة أشياء: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء .
وأقول: الحركات ثلاثة، وهي: الضمة والفتحة والكسرة، ويلحق بها السكون، وقد علمت أن المعربات على قسمين: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف وهذا شروع في بيان القسم الأول الذي يعرب بالحركات، وهو أربعة أشياء:
1 ـ الاسم المفرد، ومثاله " محمد " " والدرس " من قولك: " ذاكرَ محمدُُ الدرسَ " فذاكر: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ومحمد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والدرس: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وكلُ من " محمد " و " الدرس " اسم مفرد .
2 ـ جمع التكسير، ومثاله " التلاميذ " و " الدروس " من قولك: " حفظ التلاميذ الدروس " فحفظ: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، التلاميذ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والدروس: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وكل من " التلاميذ، والدروس " جمع تكسير.
3 ـ جمعُ المؤنثِ السالمُ، ومثاله " المؤمنات "، و " الصلوات " من قولك: " خشع المؤمنات في الصلوات " فخشع: " فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب "،
المؤمنات: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة "، وفي حرف جر،
الصلوات: مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة الظاهرة "، وكل من " المؤمنات، والصلوات " جمع مؤنث سالم .
4 ـ الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، ومثاله " يذهب " من قولك: " يذهب محمد " فيذهب: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ومحمد فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
الأصل في إعراب ما يعرب بالحركات، وما خرج عنه
قال: وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة وتجزم بالسكون، وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنثِ السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، والفعل المضارع المعتل الاخر يجزم بحذف آخره .
وأقول: الأصل في الأشياء الأربعة التي تعرب بالحركات: أن ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون .
فأما الرفع بالضمة فإنها كلها قد جاءت على ما هو الأصل فيها، فرفعُ جميعها بالضمة، ومثالها: " يسافر محمد والأصدقاء والمؤمنات " فيسافر: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو اسم مفرد، والأضقاء: مرفوع لأنه معطوف على المرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو جمع مؤنث سالم .
وأما النصب بالفتحة فإنها كلها جاءت على ما هو الصل فيها، ما عدا جمع المؤنث السالم، فإنه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة، ومثالها " لن أخالف محمداً والصدقاء والمؤمنات "
فأخالف: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبهالفتحة الظاهرة، ومحمداً مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة أيضاً، وهو اسم مفرد كما علمت، والأصدقاء: منصوب لأنه معطوف على المنصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة أيضاً، وهو جمع تكسير كما علمت، والمؤمنات منصوب، لأنه معطوف على المنصوب أيضاً، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم .
وأما الخفض بالكسرة فإنها كلها قد جاءت على ما هو الأصل فيها، ما عدا الفعل المضارع، فإنه لا يخفض أصلاً، وما عدا الاسم الذي لا ينصرف، فإنه يخفض بالفتحة نيابة عن الكسرة، ومثالها: " مررت بمحمد، الرجال، المؤمنات، واحمد " فمررت: فعل وفاعل، والباء حرف خفض، ومحمد: مخفوض بالباء، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة، وهو اسم مفرد منصرف كما عرفت، والرجال: مخفوض، لأنه معطوف على المخفوض، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة، وهو جمع تكسير منصرف كما عرفت أيضاً، والمؤمنات: مخفوض، لأنه معطوف على المخفوض أيضاً، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة وهو جمع مؤنث سالم كما عرفت أيضاً، وأحمد: مخفوض لأنه معطوف على المخفوض أيضاً، وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه اسم لا ينصرف، والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل.
وأما الجزمبالسكونفأنت تعلم أن الجزم مختص بالفعل المضارع، فإن كان صحيح الآخر فإن جزمه بالسكون كما هو الأصل في الجزم، ومثاله: " لم يسافر خالد " فلم: حرف نفي وجزم وقلب، ويسافر: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وخال: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وإن كان الفعل المضارع معتل الآخر كان جزمه بحذف حرف العلة، ومثاله: " لم يسعَ بكر "، " ولم يدعُ "، " ولم يقض ما عليه " فكل من " يسع " والفتحة قبلها دليل عليها، وحذف الواو من" يدع " والضمة قبلها دليل عليها، وحذف الياء من " يقض " والكسرة قبلها دليل عليها .
المعربات بالحروف
قال: والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع: التثنية، وجمع المذكر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، وهي: يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين .
وأقول: القسم الثاني من المعربات: الشياء التي تعرب بالحروف، والحروف التي تكون علامة على الإعراب أربعة، وهي: الألف والواو والياء، والنون، والذي يعرب بهذه الحروف أربعة أشياء:
1 ـ التثنية، والمراد بها المثنى، ومثاله " المصران، والمحمدان، والبكران، والرجلان "
2 ـ جمع المذكر السالم، ومثاله " المسلمون، والبكرون، والمحمدون "
3 ـ الأسماء الخمسة وهي: " أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك، وذو مال " .
4 ـ الأفعال الخمسة ومثالها: " يضربان، وتكتبان، ويفهمون، وتحفظون، وتسهرين ".
وسيأتي بيان إعراب كل واحد من هذه الشياء الأربعة تفصيلاً
إعراب المثنى
قال: فأما التثنية فترفع بالألف، وتنصب وتخفض بالياء .
وأقول: الأول من الأشياء التي تعرب بالحروف " التثنية "، وهي: المثنى كما علمت، وقد عرفت فيما سبق تعريف المثنى.
وحكمه: أن يرفع بالألف نيابة عن الضمة، وينصب ويخفض بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة أو الكسرة، ويوصل به بعد الألف أو الياء نون تكون عوضاً عن التنوين الذي يكون في الاسم المفرد، ولا تحذف هذه النون إلا عند الإضافة.
فمثال المثنى المرفوع " حضر القاضيان، وقال رجلان " فكل من " القاضيان "، " ورجلان " مرفوع لأنه فاعل، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة، لأنه مثنى، النون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
ومثال المثنى المنصوب " أحب المؤدبين، وأكره المتكاسلين " فكل من " المؤدبين "، " والمتكاسلين " منصوب، لأنه مفعول به، وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة، لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
ومثال المثنى المخوض " نظرت إلى الفارسين على الفرسين " فكل من الفارسين والفرسين " مخفوض، لدخول حرف الخفض إليه، وعلامة خفضه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الكسرة، لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
إعراب جمع المذكر السالم
قال: وأما جمع المذكر السالم فيرفع بالواو، وينصب ويخفض بالياء .
وأقول: الثاني من الشياء التي تعرب بالحروف " جمع المذكر السالم " وقد عرفت فيما سبق تعريف جمع المذكر السالم .وحكمه: أن يرفع بالواو نيابة عن الضمةوينصب ويخفض بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة أو الكسرة، ويوصل به بعد الواو أو الياء نون تكون عوضاً عن التنوين في الاسم المفرد، وتحذف هذه النون عند الإضافة كنون المثنى.
فمثال جمع المذكر السالم المرفوع " حضر المسلمون " و " أفلح الآمرون بالمعروف " فكل من " المسلمون " و " الآمرون " مرفوع لأنه فاعل وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمةن لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
ومثال جمع المذكر السالم المنصوب " رأيت المسلمين "، و" احترمت الآمرين بالمعروف "، " ورضي الله عن المؤمنين " فكل من " الآمرين "، " المؤمنين " مخفوض، لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الياء المكسور ما قبلهاالمفتوح ما بعدها، لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
إعراب الأسماء الخمسة
قال: وأما الأسماء الخمسة فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتخفض بالياء .
وأقول: الثالث من الأشياء التي تعرب بالحروف " الأسماء الخمسة "وقد سبق بيانها وبيان شروط إعرابها هذا الإعراب .
وحكمها: أن ترفع بالواو نيابة عن الضمة، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة وتخفض بالياء نيابة عن الكسرة.
فمثال الأسماء الخمسة المرفوعة " إذا أمرك أبوكَ فأطعه " و " حضر أبوك من سفره "
فكل من " أبوك " و " أخوك " مرفوع، لأنه فاعل، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف مضاف إليه، مبني على الفتح في محل خفض .
ومثال الأسماء الخمسة المنصوبة " أطع أباك، وأحبب أخاك " فكل من أباك وأخاك منصوب، لأنه مفعول به، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة، لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف مضاف إليه، مبني على الفتح في محل جر، كما سبق .
ومثال الأسماء الخمسة المخفوضة " استمع إلى أبيك، أشفق على أخيك " فكل من أبيك وأخيك مخفوض، لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الياء نيابة عن الكسرة، لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف مضاف إليه كما سبق .
إعراب الأفعال الخمسة
قال: وأما الأفعال الخمسة فترفع بالنون، وتنصب وتجزم بحذفها .
وأقول: الرابع من الأشياء التي تعرب بالحروف " الأفعال الخمسة " وقد عرفت فيما سبق حقيقة الأفعال الخمسة.
وحكمها: أنها ترفع بثبوت النون نيابة عن الضمة، وتنصب وتجزم بحذف هذه النون نيابة عن الفتحة أو السكون.
فمثال الأفعال الخمسة المرفوعة " تكتبان " و " تفهمان " فكل منها فعل مضارع مرفوع، لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النون، والألف ضمير الأثنين فاعل، مبني على السكون في محل رفع .
ومثال الأفعال الخمسة المنصوبة " لن تحزنا " و " ولن تفشلا " فكل منهما فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون، والألف ضمير الأثنين فاعل مبني على السكون في محل رفع .
ومثال الأفعال الخمسة المجزومة " لم تذاكرا " و " لم تفهما " فكل منهما فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، والألف ضمير الأثنين فاعل مبني على السكون في محل رفع .
تمرينات
1 ـ ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون منصوبة وبين علامة نصبها :
الجو، الغبار، الطريق، الحبل، مشتعلة، القطن، المدرسة، الثوبان، المخلصون، المسلمات، أبي، العلى، الراضي .
2 ـ ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون مخفوضة، وبين علامة خفضها:
أبوك، المهذبون، القائمات بواجبهن، المفترس، أحمد، مستديرة، الباب، النخلتان، الفأرتان، القاضي، الورى .
3 ـ ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون مرفوعه، وبين علامة رفعها: أبويه، المصلحين، المرشد، الغزاة، الآباء، الأمهات، الباقي، ابني، أخيك .
4 ـ بين في العبارات تلآتية المرفوع والمنصوب والمجزوم من الأفعال، والمرفوعوالمنصوب والمخفوض من الأسماء، وبين مع كل واحد علامة إعرابه:
" استشار عمر بن عبد العزيز في قوم يستعملهم، فقال له أصحابه: عليك بأهل العذر، قال: ومن هم؟ قال: الذين إن عدلوا فهو ما رجوت، وإن قصروا قال الناس: قد اجتهد عمر ".
" أحضر الرشيد رجلاً ليوليه القضاء، فقال له: إني لا أحسن القضاء ولا أنا فقيه، فقال الرشيد: فيك ثلاث خلال: لك شرف والشرف يمنع صاحبه من الدناءة، ولك حلم يمنعك من العجلة، ومن لم يعجل قل خطؤه، وأنت رجل تشاور في أمرك، ومن شاوركثر صوابه، وأما الفقه فسينضم إليك من تتفقه به، فولى فما وجدوا فيه مطعناً ".
5 ـ ثن الكلمات الآتية، ثم استعمل كل مثنى في جملتين مفيدتين بحيث يكون في واحدة من الجملتين مرفوعاً، وفي الثانية مخفوضاً .
الدواة، الوالد، الحديقة، القلم، الكتاب، البلد، المعهد .
6 ـ اجمع الكلمات الآتية جمع مذكر سالماً، واستعمل كل جمع في جملتين مفيدتين بحيث يكون مرفوعاً في إحداهما ومنصوباً في الأخرى:
الصالح، المذاكر، الكسل، المتقي، الراضي، محمد .
7 ـ ضع كل فعل من الأفعال المضارعة الآتية في ثلاث جمل مفيدة، بشرط أن يكون مرفوعاً في إحداها، ومنصوباً في الثانية، ومجزوماً في الثالثة:
يلعب، يؤدي واجبه، يسأمون، تحضرين، يرجوا الثواب، يسافران .
أسئلة
إلى كم قسم تنقسم المعربات؟ ما هي المعربات التي تعرب بالحركات؟ ما هي المعربات التي تعرب بالحروف، مَثِل للإسم المفرد المنصرف في حالة الرفع والنصب والخفض، ومثل لجمع التكسير كذلك. بماذا ينصب جمع المؤنث السالم ؟ مثل لجمع المؤنث السالم في حالة النصب والخفض. بماذا يخفض الاسم الذي لا ينصرف؟ مثل للاسم الذي لا ينصرف في حالة الخفض وارفع والنصب.بماذا يجزم الفعل المضارع المعتل الآخر؟ مثل للمضارع المعتل الآخر في حالة الجزم. ما هي المعربات التي تعرب بالحروف؟ وبماذا يرفع المثنى؟ وبماذا ينصب ويخفض؟ بماذا يرفع جمع المذكر السالم؟ وبماذا ينصب ويخفض؟ ومثل لجمع المذكر السالم كذلك. بماذا تعرف الأسماء الخمسة في حالة الرفع والنصب؟ وبماذا تخفض؟ مثل للأسماء الخمسة في حالة الرفع والنصب، ومثل للأفعال الخمسة في أحوالها الثلاثة .
الأفعال وأنواعها
قال: " باب الأفعال " الأفعال ثلاثة: ماض، ومضارع، وأمر، نحو: ضرب ويضرب وأضرب.
وأقول: ينقسم الفعل إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الماضي، وهو ما يدل على حصول شيء قبل زمن المتكلم، نحو: " ضرب ونصر، وفتح، وعلم، وحسب،وكرم " .
القسم الثاني: المضارع، وهو ما دل على حصول شيء في زمن التكلم، أو بعده، نحو
" يضرب، وينصر، ويفتح، ويعلم، ويخسب، ويكرم ".
القسم الثالث: الأمر، وهو ما يطلب به حصول شيء بعد زمن التكلم، نحو: " واضرب، وانصر، وافتح، واعلم، واحسب، واكرم " .
وقد ذكرنا لك في أول الكتاب هذا التقسيم، وذكرنا لك معه علامات كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة .
أحكام الفعل
قال: فالماضي مفتوح الآخر أبداً، والأمر مجزوم أبداً، والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قولك " أنيت "، وهو مرفوع أبداً، حتى يدخل عليه ناصب أو جازم .
وأقول: بعد أن بين المصنف أنواع الأفعال شرع في بيان أحكام كل نوع منها .
فحكم الفعل الماضي البناء على الفتح، وهذا الفتح إما ظاهر، وإما مقدر.
أما الفتح الظاهر ففي الصحيح الآخر الذي لم يتصل به واو الجماعة، ولا ضمير رفع متحرك وكذلك في كل ما كان أخره واواً أو ياءً، نحو: " أكرم، وقدم، وسافر "، ونحو: " سافرت زينب، وحضرت سعاد "، ونحو: " رضي، وشقي "، ونحو: " سَرُوَ، وَبَذوَ "
وأما الفتح المقدر فهو على ثلاثة أنواع، لأنه إما أن يكون مقدراً للتعذر، وهذا في كل ما كان آخره ألفاً، نحو: " دعا، وسعى " فكل منهما فعل مضارع مبني على فتح مقدرعلى الألف منع من ظخوره التعذر، وإما أن يكون الفتح مقدراً للمناسبة، وذلك في كل فعل ماض اتصل به واو الجماعة، نحو: " كتبوا، وسعدوا " فكل منهما فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة، وواو الجماعة مع كل منهما فاعل مبني على السكون في محل رفع، وإما أن يكون الفتح مقدراً لدفع كراهة توالي أربع متحركات، وذلك في كل فعل ماض اتصل به ضمير رفع متحرك، كتاء الفاعل ونون النسوة، نحو: " كتبت، وكتبت، وكتبت، وكتبنا، وكتبن " فكل واحد من هذه الأفعال فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، والتاء، أو " نا " أو النون فاعل، مبني على الضم أو الفتح، أو الكسر، أو السكون في محل رفع .
وحكم فعل الأمر: البناء على ما يجزم به مضارعه .
فإن كان مضارعه صحيح الآخر، ويجزم بالسكون، كان الأمر مبنياً على السكون، وهذا السكون إما ظاهر، وإما مقدر، فالسكون الظاهر له موضعان، أحدهما: أن يكون صحيح الآخر ولم يتصل به شيء، والثاني: أن تتصل به نون النسوة نحو: " اضرب "، و " اكتب "، وكذلك " اضربن " و " اكتبن " ونحو: " اضربَنَّ " و " اكتُبَنَّ " .
وإن كان مضارعه معتل الآخر فهو يجزم بحذف حرف العلة، فالأمر منه يُبنى على حذف حرف العلة، نحو " ادع " و " افض " و " اسعَ " .
وإن كان مضارعه من الأفعال الخمسة فهو يجزم بحذف النون، فالأمر منه يُبنى على حذف النون، نحو " اكتبا "و " اكتبوا " و " اكتبي " .
والفعل المضارع علامته أن يكون في أوله حرف زائد من أربعة أحرف يجمعها قولك:
" أنيتُ " أو قولك " نأيتُ " أو قولك " أتين " أو قولك " نأتي "
فالهمزة للمتكلم مذكراً أو مؤنثاً، نحو " أفهم " والنون للمتكلم الذي يعظم نفسه، أو للمتكلم الذي يكون معه غيره، نحو: " أنت تفهم يا محمد واجبك "، ونحو: " تفهم زينب واجبها " .
فإن لم تكن هذه الحروف زائدة، بل كانت من أصل الفعل، نحو: " أكل، ونقل، وتَفَلَ، ويَنَعَ " أو كان الحرف زائداً، لكنه ليس للدلالة على المعنى الذي ذكرناه، نحو: " أكرم، وتقدم " كان الفعل ماضياً لا مضارعاً .
وحكم الفعل المضارع: أنه معرب ما لم تتصل به نون التوكيد ثقيلة كانت أو خفيفة أو نون النسوة، فإن اتصلت به نون التوكيد بني معها على الفتح، نحو قوله تعالى: } لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ|(1) وإن اتصلت به نون النسوة بني معها على السكون،} وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ |(2)، وإذا كان معرباً فهو مرفوع ما لم يدخل عليه ناصب أو جازم، نحو: " يفهم محمد "، فيفهم: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب و الجازم، وعلامة رفع الضمة الظاهرة، ومحمد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
فإن دخل عليه ناصب نصبه، نحو: " لن يَخيبَ مجتهد " فلن: حرف نفي ونصبواستقبال، ويخيب: فعل مضارع مجزوم بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ومجتهد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
وإن دخل عليه جازم جزمه، نحو: " لم يجزع إبراهيم " فلم: حرف نفي وجزم وقلب، ويجزع: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وإبراهيم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
أسئلة
إلى كم قسم ينقسم الفعل؟ ما هو الفعل الماضي؟ما هو الفعل المضارع؟ ما هو فعل الأمر؟مثل لكل قسم من أقسام الفعل بخمسة أسئلة. متى يكون الفعل الماضي مبنياً على الفتح الظاهر؟ مثل لكل موضع يبنى فيه الفعل الماضي على الفتح الظاهر بمثالين.متى يكون الفعل الماضي مبنياً على فتح مقدر؟ مثل لكل موضع يبنى فيه الفعل الماضي على فتح مقدربمثالين، وبين سبب التقدير فيهما، متى يكون فعل الأمر مبنياً على السكون الظاهر؟ مثل لكل موضع يبنى فيه فعل الأمر على السكون الظاهر بمثالين، متى يبنى الفعل الأمر على السكون المقدر؟ مثل لذلك بمثالين، متى يبنى فعل الأمر على حذف حرف العلة ؟ ومتى يبنى على حذف النون؟ مع التمثيل، ما علامة الفعل المضارع؟ ما هي المعاني التي تأتي لها همزة المضارعة؟ وما هي المعاني التي لها نون المضارعة؟ ما حكم الفعل المضارع؟ متى يبنى الفعل المضارع على الفتح؟ ومتى يبنى على السكون؟ ومتى يكون مرفوعاً ؟
نواصب المضارع
قال: فالنواصب عشرة، وهي: أن، ولن، وإذن، وكي، ولام كي، ولام الجحود، وحتى، والجواب بالفاء والواو، وأو .
وأقول: الأدوات التي ينصب بعدها الفعل المضارع عشرة أحرف وهي على ثلاثة أقسام: قسم ينصب بنفسه، وقسم ينصب بأن مضمرة بعده جوازاً، وقسم ينصب بأن مضمرة بعده وجوباً .
أما القسم الأول: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بنفسه ـ فأربعة أحرف وهي: أن، ولن، وإذن، وكي.
أما أن: فحرف مصدر ونصب واستقبال، ومثالها قوله تعالى:} أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي | (1)وقوله جل ذكره:} وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ| (2)، وقوله تعالى:} إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ |(3)، وقوله تعالى: } وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوه ُ|(4)
أما " لن " فحرف نفي ونصب واستقبال، ومثاله قوله تعالى:} لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ |(1) وقوله تعالى:} لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ |(2)، وقوله تعالى:} لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ | (3) .
وأما " إذن " فحرف جواب وجزاء ونصب، ويشترط لنصب المضارع بها ثلاثة شروط:
الأول: أن تكون إذن في صدر جملة الجواب .
الثاني: أن يكون المضارع الواقع بعدها دالاً على الإستقبال.
الثالث: أن لا يفصل بينها وبين المضارع فاصل غيرُ القسم أو النداء أو " لا " النافية ومثال المستوفية للشروط أن يقول لك أحد إخوانك: " سأجتهد في دروسي "فتقول له: " إذن تنجح "، ومثال المفصولة بالقسم أن تقول " إذن والله تنجح "، ومثال المفصولة بالنداء أن تقول:
" إذن يا محمد تنجح "، ومثال المفصولة بلا النافيةأن تقول: " إذن لا يخيب سعيك " أو تقول: " إذن والله لا يذهب عملك ضياعاً " .
Komentar
Posting Komentar