الهجره في القران الكريم
لاقت دعوات الانبياء عنتا شديدا ومقاومه عنيفه وتهديدا بالطرد او النفي اذا لم يعودوا لملة الكفر يقول الله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )
وجاء في القران ان بعض الانبياء قد هاجر فعلا حفاظا على حياتهم وحياة اتباعهم ولتوفير منطلقا امنا لنشر الدعوه الى الله وسأبدا بسرد بعض تلك القصص كما ورد في القران الكريم.
هجرة شعيب عليه السلام
ارسل شعيب عليه السلام الى قومه وكانوا يعبدون الايكه ويبخسون الكيل والميزان ولايعطون للناس حقهم فدعاهم الى عبادة الله وحده وان يتعاملوا بالعدل فأبوا واستكبروا وتوعدوه بالقتل والطرد اوالعودة إلى ديانتهم وملتهم
قال تعالى ( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )
فأوحى الله إليه أن يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القرية.. وخرج وارسل الله على قومه الصيحه وهلكوا جميعا
قال تعالى (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
هجرة لوط عليه السلام
ارسل لوط عليه السلام ليهدي قومه لعبادة الله وترك الفواحش فقد كان قوم لوط يتواصلون بالاثم ولايتناهون عن منكر ويأتون الرجال شهوه من دون النساء ولما دعاهم لوط لترك المنكرات ارادوا ان يخرجوه من قريتهم هو ومن امن معه
قال تعلى(وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)
فأرسل الله الملائكه الى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال لا يلتفت منهم أحد كي لا يصيبه ما يصيب القوم واهلك الله قوم لوط بحجارة مسومه
قال تعالى(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ )
هجرة موسى عليه السلام
اولا:هجرة موسى عليه السلام من مصر الى مدين
دخل موسى عليه السلام المدينة فوجد فيها رجلان يتضاربان ويتهاوشان أحدهما من شيعته أي إسرائيلي و الآخر من عدوه أي قبطي فوكز موسى القبطي فقتله فأصبح موسى في المدينه خائفا من فرعون وملئه فهاجر موسى عليه السلام من مصر الى مدين
فقالى تعالى{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ قال يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)
ثانيا:هجرة موسى عليه السلام وبني اسرائيل من مصر
دعا موسى فرعون لعبادة الله وحده وان يرسل معه بني اسرائيل ويفك اسرهم ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاؤا ويتفرّغون لتوحيده ودعائه فتكبر فرعون وجحد وجود الله تعالى وتمادى أهل مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم فرعون ولم يؤمن منهم إلا القليل فأوحى الله الى موسى بالرحيل بقومه من بطش فرعون وقومه
قال تعالى{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ، فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ، كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إسرائِيلَ، فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
واهلك الله فرعون وقومه بالغرق في اليم.
هجرة ابراهيم عليه السلام
اولا:الهجره من بابل الى فلسطين
دعا ابراهيم عليه السلام قومه لترك عبادة الاصنام وعبادة الله وحده فأبى قومه واستكبروا وأصروا على كفرهم وعنادهم
فلما وجد اصرارهم على عبادة الاصنام اخذ فأسا وحطم الاصنام فأحرقوه في النار ونجاه الله منها وامن معه لوط ثم هاجر عليه السلام الى فلسطين.
قال تعالى: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
ثانيا:هجرته مع ابنه اسماعيل عليه السلام وزوجته هاجر الى مكه
تزوج إبراهيم هاجر، فأنجبت له إسماعيل فسعد به إبراهيم سعادة كبيرة لأنه جاء له بعد شوق شديد وانتظار طويل.
وأمر الله -عز وجل- إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل ويهاجر بهما إلى مكة، فأخذهما إبراهيم إلى هناك وتوجه إلى الله داعياً قال تعالى: ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )
وقد استجاب الله لدعائه.
هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام
لم تكن الهجره النبويه مجرد التخلص من أذى المشركين او الفرار من فتنة الدين وانما كانت ميلاد لمجتمع التوحيد الذي تهفو اليه قلوب المسلمين
فلما ضاقت مكة بأفضل أهلها وخيرهم عند الله، رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه، جعل الله للمسلمين فرجاً ومخرجاً، فأذن لهم بالهجرة إلى المدينة حيث النصرة، وقبول الحق
فقد اجمعت قريش على قتل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال تعالى : {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }
فلما اذن للرسول صلى الله عليه وسلم بالهجره ذهب الى بيت ابي بكر الصديق وقال :فإني قد أذن لي في الخروج . قال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله فهاجر الرسول عليه الصلاة والسلام من مكه الى المدينه بصبحبة ابي بكر الصديق.
قال تعالى(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
Komentar
Posting Komentar